"بعد صفقة العسكريين اللبنانيين".. لاجئو عرسال بانتظار انتهاء المعاملة "السيئة"

بين "هدية أبو زيد" ومستشفى التوليد في بلدة عرسال، حاجز وملالتان وثلة جنود لا يعرفون لمعنى الإنسانية سبيلا، إنه حاجز "وادي حميد" الذي يفصل بلدة عرسال الحدودية عن جرودها.
"حاجز" لطالما بسط قبضته الحديدية على كل السوريين ومنعهم من الدخول أو الخروج تحت أي ظرف كان، حاجز "وادي حميد" الذي كتب له أن ينال المجد من ناصيتيه مع إشراقة شمس هذا اليوم الثلاثاء مجد إخراج العسكريين اللبنانيين والبالغ عددهم 16عسكريا مضافا إليهم جثة العسكري "محمد حمية" ليرجعوا لذويهم، ومجد إدخال 13 معتقلا سوريا إلى فضاءات الجرود وألغازها.
ما بين المجدين، كانت نوبات المخاض تهيج على "هدية أبو زيد" اللاجئة السورية ابنة التسعة عشر عاما من "رأس المعرة" في القلمون والتي سمح لها الحاجز أخيرا بالدخول لمشفى "أبو طاقية" كأول حالة إنسانية تدخل بشكل رسمي وعلني عبر هذا الحاجز من آب أغسطس الماضي.
وعند سؤال المرافقة "أم محمد أبوزيد" مع "هدية أبو زيد" عن الطريقة التي عاملهم بها حاجز "وادي حميد" أثناء عبورهم من الجرد إلى داخل عرسال أكدت أم محمد لـ"زمان الوصل" أن أحدا لم يعترضهم، وقد عاملهم الجنود بطريقة عادية وسمحوا لهم بالمرور فورا عبر الحاجز ولم يؤخر دخولهم أبدا، في إشارة تدل على انفراج وتهدئة وتطمين للسوريين من قبل القائمين على هذا الحاجز المتواجد على الجهة الشرقية من عرسال، وخصوصا أن هناك مئات العائلات السورية التي تسكن خلف الحاجز من بدايات نزوحها إلى لبنان.
وأكد ناشطون في بلدة عرسال أن عدم التضييق على اللاجئين والسماح بدخول لجان الإغاثة والمساعدات وغيرها من النقاط التي أدرجت ضمن الاتفاق بين "النصرة" والجيش اللبناني ودخل حيز التنفيذ منذ اللحظات الأولى التي تلت عملية التبادل.
هدية الآن في المشفى والاتفاق من المفترض أنه قد دخل حيز التطبيق، وإلى أن نرى آثار هذه الاتفاقية وتداعياتها على اللاجئين السوريين هنا في "عرسال" نمضي وقتنا على باب غرفة العمليات هنا في مستشفى "أبو طاقية" منتظرين "هدية" أن تلد بكرها ونحن نردد في سريرتنا "لنشوف الصبي..بنصلي على النبي".
عرسال -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية