تناقلت صفحات مهتمة بالشأن "الجهادي" تسجيلا صوتيا منسوبا لأمير جبهة النصرة في القلمون "أبو مالك التلي"، المعروف أيضا بلقب "أبو مالك الشامي"، يدعو فيه عناصر تنظيم الدولة في منطقة القلمون.
وفي عنوان ذي مغزى (النداء الأخير) ينبئ بقطيعة كلية بين والتنظيم وأمير منطقة القلمون الذي كان يعد من أبرز قياديي النصرة قربا من التنظيم ودفاعا عنه ودعوة لعدم مقاتلته، رأى "التلي" أن عناصر "ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية أبعد ما يكونون عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والخلافة الإسلامية منهم براء".
ونوه "التلي" بأن عناصر التنظيم بالغوا في قتل المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم، وهنا تم إدخال مقطع من كلام لأبو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم يقول فيه: "سنفرق الجماعات ونشق صفوف التنظيمات، نعم لأنه مع الجماعة لاجماعات، سنقاتل الحركات والتجمعات والجبهات. سنمزق الكتائب والألوية والجيوش حتى نقضي بإذن الله على الفصائل، نعم وسنحرر المحرر".
ولفت "التلي" إلى إصرار التنظيم على تكفير من يخالفونه، مؤكدا أن التنظيم طعن ظهور المجاهدين وسلم المناطق التي كانت تحت سيطرته للنظام، لاسيما في ريف حلب، فضلا عن أن الرقة ودير الزور والحسكة باتت مهددة بالسقوط، وتساءل "التلي" باستهجان: "أي خلافة هذه التي سفكت من أجلها دماء معصومة لـ6500 مجاهد من المهاجرين، قتلوا في معركة عين العرب، ما يسمى كوباني".
وقال "التلي" إن التنظيم يمنع مرور النفط غلى الكماطق المحررة ويرسله إلى النظام، منتقلا إلى خطاب من يبايعون التنظيم في منطقة القلمون، مستنكرا حوادث قتل أبو أسامة البانياسي وأبو عرب الزين و"نحر" المقنع ومجموعته، وسحب السلاح من شباب ريف حمص والقلمون وتخزينه في المستودعات.
ووجه "التلي" نداء خاصا بالاسم إلى "الشيخ نبيل ومازن خلوف وأبو الهدى وأبو خالد السريع"، للتحاكم إلى شرع الله وترك التنظيم، و"التوبة إلى الله"، و"التبرؤ من هؤلاء المجرمين الذين قتلوا حلم الصادقين في إقامة الخلافة على منهاج الراشدين، فقتلوا وشردوا وكفروا الكثير ممن يذودون عن أعراض المسلمين".
وحذر "التلي" من أن كلمته هي بمثابة "النداء الأخير" الذي ينبغي لقيادات التنظيم وعناصره في التنظيم أن يستجيبوا له قبل أن يكونوا من "الهالكين"، دون أن ينكر أن بعض هؤلاء آواه ونصره (أي آوى أبو مالك).
وختم التسجيل بمقتطفات من كلمة أمير جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني" تتضمن بعض التوجيهات لعناصر الجبهة في سلوكهم اليومي ومعاركهم.
ويعد "ابو مالك" واحدا من أبرز قياديي النصرة، ومن أقوى الشخصيات في القلمون، وقد اتخذ موقفا مغايرا لزعيم الجبهة بخصوص الاقتتال مع تنظيم الدولة، ففضل عدم الاحتراب مع عناصر التنظيم في القلمون، بل إن هناك من يقول إن "التلي" حمى عناصر التنظيم ودافع عنهم ومنع وصول بعض الكتائب إليهم، قبل أن يأتي التسجيل الأخير، الذي يعد بمثابة استدارة كاملة من "التلي"، تكشف اتخاذه قرارا نهائيا بمحاربة التنظيم في القلمون، وربما استئصاله.
زمان الوصل-رصد وتحرير
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية