قفزت الأزمة السورية إلى أولويات السياسة السعودية الخارجية بعد أن زحزحت مشاورات "فيينا" الموقف الروسي الرافض للمرحلة الانتقالية، وبات الحديث علنا عن مرحلة انتقالية باختلاف الزمن الذي سيمكث فيه بشار الأسد في الحكم.
وعلى الفور أعلن مندوب المملكة في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي الخميس الماضي عن مؤتمر يجمع كل أطياف المعارضة الداخلية والخارجية بشكيها السياسي والعسكري في منتصف الشهر المقبل.
ووفقا لمعلومات متطابقة حصلت عليها "زمان الوصل" فإنه حتى الآن لم تتسلم أي جهة من المعارضة أي دعوة رسمية لحضور مؤتمر الرياض، فيما علمت "زمان الوصل" أن الرياض ستدعو 300 شخصية معارضة إلى المؤتمر المزمع عقده.
وأوضحت المصادر أن السعودية في صدد إرسال شخصية من الخارجية تتفق مع كل أطياف المعارضة على الجهات التي ستحضر، فيما سيختار الائتلاف من يمثله في المؤتمر وفقا للتنسيق مع الخارجية السعودية.
وأكد محمد علوش مدير المكتب السياسي لجيش الإسلام في تصريح لـ"زمان الوصل" أنه حتى الآن لم يتلقَّ دعوة رسمية من الحكومة السعودية، نافيا ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول حضور 30 فصيلا مسلحا للمؤتمر.
وقال إن الأمل كبير جدا في لمّ شمل المعارضة السورية المسلحة في الرياض، خصوصا التقارب والتوافق مع حركة أحرار الشام التي تشير المعلومات الأولية إلى أنها ستكون من بين المدعوين.
وأشار إلى أن جيش الإسلام منفتح جدا لأي عملية تقارب مع أحرار الشام رغم التجارب السابقة الفاشلة في توحيدهما، لافتا إلى أن تنسيق المواقف السياسية بين الأحرار وجيش الإسلام مازال قائما بين الطرفين، وأن الاندماج ليس صعبا أو مستحيلا.
وفي إطار إرسال الدعوات لحضور المؤتمر، أكدت "خولة مطر" مديرة مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا" في دمشق خلال تصريح لـ"زمان الوصل" أنه حتى الآن لم يتلقَّ المبعوث الأممي أي دعوة من الرياض.
أما القيادي البارز في الائتلاف السوري "ميشيل كيلو" قال في تصريح لـ"زمان الوصل" إن هذا المؤتمر يمكن أن يكون عونا للسوريين على تجاوز المرحلة الصعبة القادمة إذا تم اختيار أعضاء وفدهم إلى المفاوضات وفق معايير الوطنية والنزاهة والنضالية والمعرفة والخبرة والقدرة على التواصل مع جميع فئات الشعب وقواه السياسية والعسكرية وامتلاك المبادرة واقتراح حلول عملية للمشكلات.
وأضاف "كيلو": أما إذا كان الغرض من المؤتمر تسيير السوريين إلى حيث يراد لهم دوليا أن يكونوا، فهذا سيكون آخر مسمار في نعش الثورة السورية، خاصة إن تم اختيار أناس لا يؤمنون بالقرار الوطني المستقل ولا يعملون له.
ومن جهته، رأى "عبدالباسط سيدا" عضو الائتلاف ورئيس المجلس الوطني السابق أن هناك جملة شروط لا بد أن تتوفر في الحضور من أجل الوصول إلى المطلوب في جمع المعارضة.
وأوضح أن من أهم هذه الأمور التمثيل المجتمعي والسياسي، المصداقية، والروح التوافقية، والالتزام بأهداف ثورة الشعب السوري وتطلعاته، والحرص على وحدة النسيج الوطني السوري ووحدة البلد.
وأضاف أن كل هذه العوامل ستسهل عميلة التوافق على رؤية مشتركة بين المجتمعين لتكون أساسا للمفاوضات، لافتا إلى أن التوافق بين دول أصدقاء الشعب السوري ضروي لأي نجاح منتظر.
مؤتمر الرياض، حرك المعارضة السورية لإعادة ترتيب أوراقها، إذ عقد الائتلاف السوي في اسطنبول اجتماعا يبحث عدة قضايا من بينها مؤتمر الرياض، لكنه لم يخلص إلى نتيجة معلنة.
وفي سياق متصل، أسرع رئيس الائتلاف الأسبق "أحمد الجربا" للتواصل مع هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، طالبا من المنسق العام حسن عبد العظيم اللقاء في القاهرة للتنسيق قبل انعقاد المؤتمر.
عبدالله رجا - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية