التنظيم يخسر أهم قواعده العسكرية في الحسكة وأزمة النازحين تتفاقم

فرت عشرات العائلات باتجاه قرى ناحية "مركدة" في أقصى جنوب الحسكة، خلال اليومين الماضيين، جراء توسع رقعة المعارك بين تنظيم "الدولة الإسلامية"، وبين مسلحي "قوات سوريا الديمقراطية"، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، حتى باتت على مشارف ناحية "العريشة" التي تفصل مدينة "الشدادي" عن مركز المحافظة.

ويقول سكان إنهم هربوا بأرواحهم خشية الغارات الجوية للتحالف وخوفاً من أي ممارسات، يمكن أن ترتكب ضدهم من قبل الكتائب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، المعروف محلياً بـجماعة "الآبوجية"، أي أتباع عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) في تركيا.

وتقدمت مليشيات التحالف الجديد (قوات سوريا الديمقراطية)، بقيادة الاتحاد الديمقراطي، بسرعة نحو مركز ناحية "العريشة"، تحت غطاء جوي كثيف من طائرات التحالف الدولي، فسيطرت على على (الفوج 121) التابع لـ(الفرقة 17) في منطقة "الميلبية"، وقرى (الخمائل، المستور، والمخزوم)، وصولاً إلى محطة قطار "صباح الخير" على مقربة من بلدة "العريشة"، حسب مصادر محلية.

قال الناشط جاد الحسكاوي إن 10 آلاف مدني فرّوا من قرى (الخمايل، قانا، الكرامة، النوفلية، تل بارود) باتجاه مدينة "الشدادي" وبلدتي "العريشة" و"مركدة"، بسبب قصف قوات النظام المدفعي وغارات طيران التحالف على المنطقة، مشيراً إلى أن بعض تلك القرى تم تدميرها تماما.

وأضاف الناشط، أن طيران التحالف استهدف آبار "كبيبة" النفطية، ودمرت عددا من سيارات تعود ملكيتها لمدنيين، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين، في حين استهدفت مفخخة لتنظيم "الدولة" في منطقة "الميلبية" جنوب مدينة الحسكة.

ومن جهتها وكالة "هاوار"، المقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي، وإدارته الذاتية، قالت إن "أكثر من ألف مواطن من أهالي مدينة الرقة فرّوا إلى منطقة مبروكة غرب مدينة رأس العين بريف الحسكة"، حيث بدأت عمليات تجهيز مخيم للنازحين قرب بلدة "المبروكة"، لاستقبال آلاف الأسر المحتمل أن تهرب من العمليات العسكرية في جنوب الحسكة والرقة.

يشار إلى أن فصائل التحالف الجديد بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، سيطرت الأسبوع الماضي، على ناحية "الهول" بريف الحسكة الشرقي، ضمن حملة عسكرية بدأتها بدعم جوي من التحالف الدولي، في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2015، بهدف السيطرة على نواحي ريف الحسكة الجنوبي الخاضعة لتنظيم "الدولة" منذ بداية عام 2014.