مع دخول الشتاء وتطويقه للمخيمات اللبنانية، تتحول المدفأة التي تحتل وسط الخيمة من وسيلة تدفئة ورفاهية، لاختراع متعدد الأغراض، أوله التدفئة، وليس آخره خبز العجين، فلا نقطة مازوت على "قلته وندرته" هنا تذهب هدرا.
*استخدامات يومية للمدفأة
تقول "أم حسين بوظان" وهي لاجئة من ريف القصير "ما إن يتم تشغيل المدفأة حتى أضع عليها إبريق الشاي لتحضير طعام الإفطار للأولاد، بعدها أضع برميل ماء لتسخين الماء لأغراض الجلي والغسيل والوضوء، وبعدها يتم وضع طنجرة الطعام لتحضير طبخة الغداء، وقد أستخدمها لشوي البطاطا وأستفيد منها في تجفيف الملابس".
هو استثمار كامل لميزات المدفأة الغاية منه كما تقول "أم حسين" توفير ثمن
الغاز لتأمين طعام الأولاد.
*مدفأة وفرن لتحضير الخبز
آخر ما توصلت إليه اللاجئات السوريات هذا الشتاء هو الاستفادة من المدفأة لتحضير الخبز، وبهذا يتم توفير ثمن شراء الخبز بـ"الربطة"، وخصوصآ أن هناك عوائل كبيرة تستهلك ما يقارب خمس ربطات يوميا، وهو ما تبلغ كلفته الشهرية نحو 100 دولار تعجز العوائل عن تأمنيه.
تقول "أم رشيد الغاوي" اللاجئة من بلدة "قارة" شارحة عملية تحضير الخبز بواسطة المدفأة، بعد عجن الطحين وإضافة مادة الخميرة له يترك قرابة الساعتين حتى يتخمر، وهنا أكون قد زدت من اشتعال المدفأة ثم أقوم بعدها برق العجين بوضعه على المدفأة ليصبح بعدها جاهزا للأكل، بغض النظر عن جودته، إذ تقول "أم علي الفلاح" وهي من حمص إن نوعية الخبز التي تتم بواسطة المدفأة رديئة لعدم ثبات درجة حرارة المدفأة واختلاف قوة اشتعالها بين لحظة وأخرى مما يؤدي إلى آحتراق أغلب الأرغفة وتباين سمكها بين رغيف وآخر.
*الفقر أبو الاختراع
لا سبيل أمام اللاجئين في المخيمات اللبنانية إلا التحايل على ظروفهم المادية لتأمين مستلزمات الحياة الأساسية، وفيما تفعله النسوة، وسيلة من وسائل التوفير، إذ يبلغ سعر "شوال" الطحين ما يقارب 25 دولارا وهو بالتالي أوفر بكثير من شراء الخبز جاهزا، ما دفع بعائلات المخيمات أن تحذو خذو بعضها في تحضير ذلك الرغيف على صفيح مدفأة ساخن تارة وبارد تارة أخرى، ليصح الوصف هنا "كل لقمة بغصة".
عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية