مرت أول أمس (الخميس) الذكرى 80 لاستشهاد المجاهد "عز الدين القسام" على أراضي فلسطين في معركة "يعبد" وهي قرية تابعة لقضاء جنين، خلال قيادته معركة ضد الاحتلال البريطاني في 20/ 11/ 1935.
وتسببت تصفية الإنكليز له مع عدد من رفاقه في بلدة (يعبد) باندلاع ثورة عام 1936 التي عرفت بالثورة الفلسطينية الكبرى.
وﻻ يزال قبر القسام ماثلاً في مقبرة بلد "الشيخ"، تلك القرية الفلسطينية المهجرة منذ العام 1948 والواقعة في قضاء حيفا.
لكن هذا القبر مهمل وتمنع سلطة الاحتلال الإسرائيلي ترميمه أو تسويره، انتقاماً لما يمثله القسام من رمزية في تاريخ الثورة الفلسطينية ضد الاحتلالين الإنكليزي والإسرائيلي.
وبحسب صور للقبر حصلت عليها "زمان الوصل" من خلال زيارة قام بها أحد فلسطينيي الـ48، وكُتب على شاهدة الضريح باللون الأخضر: "هو الحي الباقي هذا الشهيد العالم المفضال من قد كان في الإرشاد خير أمين هو شيخنا القسام أول رافع علم الجهاد بنا لنصرة الدين كانت شهادته بوقعة "يعبد" في شهر شعبان بحسن يقين ولذا حباه الله خير رضائه فضلاً ومتّعه بحور العين فلئن تصف مثواه في التاريخ قل في أشرف الفردوس عز الدين سنة 1354هـ".
ويعاني قبر القسام -حسب ناشطين فلسطينيين- من اعتداءات الصهاينة، حيث تسعى سلطة الاحتلال والمستوطنون المتطرفون لطمسه من الوجود. وفي هذا السياق أشار الناشط الإعلامي الفلسطيني "أشرف سهلي" الذي ينحدر من بلد "الشيخ" لـ"زمان الوصل" إلى أن "الصهاينة وكنوع من الانتقام لدور القسام الجهادي في مقاومته لمشروعهم الاستيطاني يمنعون ترميم القبر أو الإهتمام به، خاصة من خلال مشروع الصيانة الدائم للمقدسات الذي كانت تشرف عليه الحركة الإسلامية الجناح الشمالي، والتي عمد الاحتلال أيضا إلى حظر نشاطها وإغلاق العديد من مؤسساتها ومكاتبها مؤخرا.
ويضيف "سهلي" وفقا لمتابعته أن "قطعان المستوطنين الحاقدين يعمدون إلى إلقاء النفايات فوق القبر وكتابة الشعارات العنصرية ضد العرب والمسلمين على شاهدته الخالدة".
وأظهر أن "جهات يهودية متطرفة قامت بسكب الدهان الأحمر على القبر بالإضافة الى كسر الشاهدة عدة مرات".
وتشير معلومات تعود لمصادر فلسطينية أن "مجموعة من المتطرفين اليهود أحرقت جزءاً من مقبرة القسام بتاريخ 4/12/2010.
ورصدت عملية إحراق فى ستة مواقع فى المحيط الملاصق لقبر الشهيد عز الدين القسام، وأُحرقت عدة أشجار ملاصقة للقبر، مما تسبب بإحراق نحو 20 قبرا وتضرر قبورا أخرى".
وتضم مقبرة بلد "الشيخ" ما قيل إنه مقام "الشيخ" الجليل "سهل بن تميم الداري الصوفي"، الذي سميت القرية نسبة له، ويعود تاريخ مقبرة البلدة-بحسب روايات لكبار السن الذين عاصروا نكبة 48- إلى حوالي 1300م.
ويقال إن فيها قبورا لـ11 صحابياً من صحابة رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتشير جهات وقفية في أراضي الـ"48" إلى أن هناك مخططاً إسرائيلياً لتحويل مقبرة بلد الشيخ لحديقة يهودية عامة فوق قبور الشهداء والصحابة المدفونين فيها".
وأشار "سهلي" إلى أن البلدة "تعرضت للعديد من المجازر حيث ارتكبت عصابات الاحتلال مجزرة فيها ذهب ضحيتها 60 شهيداً"، علماً أن عدد أبناء البلدة –كما يوضح نقلاً عن شهادات سابقة- لم يكن يتجاوز 300 شخص قبيل احتلال الصهاينة لحوالي 78 % من مساحة فلسطين التاريخية؛ كالجليل الأعلى ومثلث الجليل والساحل الفلسطيني وصحراء النقب وصولاً لخليج العقبة المشترك بين مصر وفلسطين والأردن في أقصى جنوب فلسطين، وعلى أنقاض بلد الشيخ أقام الصهاينة مستعمرة (نيشير)".
واضطر الجزء الأكبر من سكان بلد "الشيخ" للهروب من المجازر الصهيونية إلى الدول المحيطة وأبرزها سوريا، في حين مكث بعض أفراد القرية مع بقية القرى الفلسطينية المهجرة عام 48 وعددها 531 قرية، أزيلت فيما بعد عن بكرة أبيها وشطبت من الذاكرة الفلسطينية.
ويروي كبار سن من أهالي القرية وفقاً لروايات من تبقى من أقربائهم، أنهم اضطروا للمكوث مختبئين في "مجارير" للصرف الصحي وبعض الكهوف والبيوت والأقبية المهجورة، طيلة فترة "الحاكم العسكري الإسرائيلي"، أي من عام 1948 وحتى عام 1952، وكانوا يخرجون ليلاً لجلب الطعام ومياه الشرب، وهم من المسلمين في غالبيتهم، ليشكلوا بعد انتهاء الحكم العسكري ما عرف بمصطلح فلسطينيي 48 أو "عرب إسرائيل"، مع الإشارة أن القرية أقيمت عليها مستوطنتا "نيشر" و"تل خنان" وشطبت من الوجود إلا بقايا مقبرتها التاريخية الإسلامية
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية