أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في ريف دمشق.. نجاة أم حامل وجنينها من شظايا قذيفة

تعاني المشافي والنقاط الطبية في الغوطة الغربية من نقص الأدوية والمواد الطبية الإسعافية - ناشطون

تشارك السوريون ثنائية الحياة والموت حتى وهم أجنة في بطون أمهاتهم، وهذا ما حصل مع أم من بلدة "خان الشيح" بريف دمشق الغربي أصيبت بشظايا قذيفة ألقتها قوات النظام فـ"انفجر رحمها وتناثرت أمعاؤها وأمعاء جنينها الذي خالطت دماؤه دماء أمه بعد أن شاركها كل شي فترة حملها به، وبعد ساعات شاءت إرادة الله أن يتشاركا النجاة معاً"، كما يقول الدكتور أبو قتادة الحكيم الذي أجرى العمل الجراحي للأم وطفلها.

وأشار "الحكيم" إلى أن "الأم التي تم إسعافها إلى مشفى ميداني في "خان الشيح" كانت حاملاً في نهاية شهرها التاسع، وأصيبت بقذيفة على منزلها بخان الشيح فقمنا بفتح البطن واستخراج الجنين المصاب وترميم الرحم والأمعاء".

وأضاف محدثنا أن "الكادر الطبي أجرى للطفل عملية مماثلة جرى فيها فتح البطن وإعادة الأمعاء إلى داخل جسده".

واستغرقت العملية -حسب الحكيم- حوالي 4 ساعات وكانت "شديدة التعقيد والخطورة مع انقطاع التيار الكهربائي شبه الدائم وخاصة في الشتاء أثناء التساقط الغزير للأمطار".

وأشار محدثنا إلى صعوبة أخرى واجهت الكادر الطبي وهي الافتقار لوجود حاضنة أطفال في كل منطقة الريف الغربي لمتابعة الخدج والولادات في مثل هذه الحالات مما يهدد الكثير من المواليد والحوامل".

ولفت د.الحكيم إلى أن "عملية الأم كانت معتادة وتقليدية بالنسبة للإصابات الحربية وهي إصابة مختلف أنحاء الأحشاء"، بينما كانت عملية الجنين-كما يقول الحكيم- كانت معقدة ولم تكن نجاة الجنين متوقعة، مشيراً إلى أن وضع الجنين الآن جيد وهو قيد المراقبة والمتابعة الطبية". 

وتابع محدثنا:"في مثل إصابة المرأة الناجية غالباً ما يُصاب الرحم بشكل أساسي بسبب حجمه الذي يشغل أغلب البطن، وبالتالي تكون إصابة الجنين مؤكدة".

ونوّه أبو قتادة الحكيم إلى أن "المشفى أجرى منذ نحو 5 أشهر عملية شبيهة بالعملية الحالية، ولكن الجنين كان ميتاً في الشهر السابع بعد تعرضه للإصابة نتيجة تهتك شديد برحم الأم التي نجت من الموت والحمد لله".

وتعاني المشافي والنقاط الطبية في الغوطة الغربية -مع ندرتها في بعض المناطق- من نقص متفاوت في جميع الأدوية والمواد الطبية الإسعافية وخاصة مستلزمات العمليات إلى جانب نقص الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وأخصائيي تخدير وقضى الكثير من الحوامل بسبب عدم تمكنهن من الحصول على أبسط وسائل الإسعاف السريع التي يحتجنها -حسب ناشطين-.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(105)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي