تشير إحصائيات شبه دقيقة إلى أن الحرب التي يشنّها النظام على الشعب السوري، تسببت بإعاقة حوالي 300 ألف سوري، إعاقة دائمة، نصفهم من الأطفال دون سن 16، ومنهم الطفلة سميرة اليوسف (4 سنوات)، من مدينة "تلدو"، كبرى مدن "الحولة" بريف حمص الشمالي الغربي، التي تعيش حالة بكاء دائم منذ بتر ساقها، بسبب قذائف قوات النظام التي تنهمر بشكل دائم على مدينتها.
يقول والد الطفلة سميرة إن طفلته، التي فقدت ساقها اليسرى، قبل عامين ونصف، نتيجة شظايا قذيفة مدفعية أطلقها حاجز قرية "قرمص" الموالية للنظام، تعاني من كوابيس دائمة أثناء نومها.
ويضيف بأن الفزع والرعب الدائمين لا يفارقان طفلته منذ سقوط القذيفة، التي أدت أيضا إلى أصابة شقيقتها مروة (8 سنوات)، بجروح متعددة وكسر عامودها الفقري.

وأكد في حديث لمراسل "زمان الوصل"، في حمص، أنه حاول كثيرا تركيب طرف صناعي لـ"سميرة"، بريف حمص الشمالي، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، حيث طلب منه أطباء الريف الشمالي، السفر إلى تركيا، وتركيب طرف صناعي ذكي لها، على أن تتبرع به إحدى الجمعيات الخيرية هناك.
وأشار إلى أنه لا يملك ليرة واحدة من تكلفة السفر إلى تركيا عبر طرق التهريب والخطيرة جدا.
وردا على سؤال "زمان الوصل" عن المساعدات التي يتلقاها بسبب إصابة ابنتيه، قال والد الطفلة "سميرة" إن "جمعية عثمان بن عفان الخيرية بتلدو، خصصت لنا 4000 ليرة سورية، أي ما يعادل 11 دولارا أمريكا، وهذا المبلغ الزهيد، لا يكف ثمن أدوية ومعقمات ومسكّنات لـ"سميرة" وشقيقتها "مروة"، لافتا إلى أنه عاطل عن العمل بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه النظام على منطقته مند 4 سنوات.
في السياق ذاته، اشتكى أهالي المعاقين، في منطقة "الحولة" من إهمال هيئات الثورة لأبنائهم، وطالبوا تلك الهئيات، ووزارة الصحة بالحكومة المؤقتة بتأمين الرعاية الصحية لهؤلاء الأبناء المعاقين، وتركيب أطراف اصطناعية للأشخاص ذوي الإعاقة الدائمة، والذي يقدّر عددهم بحوالي 200 مصاب.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية