تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو مؤثر لشاب شبه عار يتلوى من الألم على الأرض وقد قُطعت قدماه، وأفادوا بأنه تعرض لمحاولة قتل مرتين بيد نظام الأسد، فبعد إصابته بصاروخ موجّه أدى لبتر ساقيه الاثنتين تعرض للإصابة بالسلاح الكيماوي بعد أقل من ثلاثة أشهر من إصابته الأولى، وبقي غائباً عن الوعي مع كامل أسرته في المجزرة البشعة التي ارتكبها نظام الأسد في الغوطة الشرقية، وبخاصة بلدة "زملكا" بتاريخ 2013/8/21 والتي ذهب ضحيتها آلاف المدنيين من أطفال ونساء وكبار في السن وقضت فيها عائلات بأكملها.
كان الشاب "عمر دحلا" يقاتل في صفوف الجيش الحر بمنطقة المليحة وأثناء اقتحام جيش النظام لمكان مرابطته سقط صاروخ موجه من راجمة بين قدميه وبعد إسعافه إلى المشفى الميداني في البلدة قرر الأطباء بتر ساقيه.
ويقول الشاب، الذي تمكنت "زمان الوصل" من الوصول إليه، "بعد شهرين ونصف من إصابتي تلك تجرعت كمية لا بأس من المواد السامة أثناء ضرب الغوطة الشرقية بالكيماوي، لأن صاروخ الكيماوي سقط قريباً من منزلي".
وتابع محدثنا: "أصيب معي كامل أفراد عائلتي تقريباً ومنهم والدتي وشقيقاتي وأثنين من أصهرتي وأولادهم، ولم ينجُ من الإصابة سوى والدي الذي كان آنذاك في مصر".
وتابع محدثنا:"بعد إصابتي بقيت يومين غائباً عن الوعي، ولم أكن أسمع سوى صدى الأصوات وأرى بصعوبة خيالات وأشباح تمر أمام عيني، وبعد فترة بدأت استعيد وعيي وأعود إلى حالتي الطبيعية".
وحول قصة شريط الفيديو الذي يبدو فيه مقطوع القدمين ومكّوراً يتلوى من الألم، وأوضح محدثنا أنه فوجئ بوجود شريط الفيديو الذي وقع تحت يد أحد أصدقائه بالمصادفة منذ يومين فقط.
ويضيف دحلا أن "الشريط تم تصويره أثناء وجودي في أحد المشافي الميدانية بمنطقة عربين، وكنت حينها، غائباً عن الوعي تماماً".
ويتابع محدثنا أن "المشفى المذكور كان يفتقر لأبرز الأتروبين المضادة للغازات الكيماوية، وبعض المصابين كانوا يتلقون إبرتين بدل ثلاث مثلاً، ومنهم من لم يتمكن من تلقي الإبر فمات متأثراً بإصابته".
ووصف الشاب "عمر دحلا" ما حصل في الغوطة الشرقية وبالذات "زملكا"، وكأنه يوم القيامة، وأضاف مستذكراً تلك اللحظات الصعبة: "كنت أردد عبارات: الله ربي والإسلام ديني والقرآن كتابي، معتقداً أني في عالم البرزخ، وكان شعوري آنذاك خارج حدود الوصف".
عمل الشاب عمر لمدة سنتين وهو مصاب وبدون أطراف في غرفة عمليات جوبر ومنذ خمسة أشهر خرج من الغوطة الشرقية إلى تركيا، حيث ركّب أطرافاً صناعية، ولكنها من النوع الرديء.
ويضيف أن "الاهتمام بالجرحى والمصابين السوريين قلّ في السنوات الأخيرة، وخاصة بالنسبة لذوي الأطراف المبتورة"، كما أن المؤسسات والجمعيات الإغاثية كفّت يدها عنهم، لافتاً إلى أنه لا يذهب إلى هذه الجمعيات والمؤسسات ولا يطلب منهم لأن "الشكوى لغير الله مذلة وهذا منهجه في الحياة".
ووصلت مشاهدات الفيديو الذي نشره والد الشاب الشيخ "محمود دحلا" على مواقع التواصل الاجتماعي خلال 24 ساعة أكثر من 24 ألف مشاهدة مما دفع إدارة "فيسبوك" إلى إعلامه عن كثرة الإبلاغات كما قال على صفحته الشخصية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية