لا تختلف امرأتان على صحة المثل القائل "الضرة..مرة"، لكن عندما يكون قرار الزوج بالارتباط بثانية مغلفا بإنسانية خالصة، وبهدف أخلاقي نبيل أكثر منه رغبة جامحة أو نزوة عابرة تتحول "الضرة" لأخت وصديقة، فكيف إذا كانت الضرة الجديدة أرملة لشهيد أو أماً لأيتام، أو زوجة لمعتقل صفاه النظام، أو بنت لا معين لها ولا أنيس بعدما سرقت الحرب جميع أهلها.
وأنت تجوب بين مخيمات اللاجئين في لبنان لن تتفاجأ بنسبة المتزوجين من أكثر من امرأة، ولن تجد أي حرج من أن تسأل الرجال بكل ما يدور بخاطرك عن هذه الظاهرة المنتشرة، حتى بوجود الزوجات مجتمعات، لكنك حتما ستتفاجأ عندما تلتقي بالرجل الستيني "أبو يوسف عبد الرحمن" من القلمون قرية "فليطة" والذي تزوج من ثلاث ويبحث عن الرابعة، وتسمعه يصيح في ساحة المخيم عن رصده لجائزة قدرها مئة دولار لمن يتزوج من أرملة شهيد و50 دولارا لمن يتزوج من عذراء.
*سترة على الأرامل والمطلقات
عند سؤاله عن الدافع من زواجه من امرأة ثانية لم يتردد "محمود شحادة رمضان" 23 عاما، من القلمون، متزوج من سيدتين، أن يجاهر بمحبته لزوجته الأولى وأنه لديه أربعة أولاد، لكنه أقدم على الارتباط بثانية بهدف السترة وكسب الأجر بأرملة لم يعد لها من رجل تلجأ إليه. مؤكداً أنه سيكمل ما سمح له الشرع وأجازه بالزواج من أربع مشترطا أن تكون أرملة شهيد أو أرملة معتقل.
أما "مازن حسن خليل" من القلمون أيضا فهو متزوج من سيدتين فقال لـ"زمان الوصل" إنه يحب النسل والذرية ومع أنه أب لبنتين من زوجته القديمة وثلاث من زوجته الجديدة، إلا أنه سيكمل نصابه من الزوجات مشترطا أن يكن أرامل لشهداء ولديهن أطفال ليعمل على تربيتهن.
لا تختلف قصة "مازن" عن قصة "نايف برو" إلا بالأرقام فالأخير وعمره 57 سنة متزوج من ثلاث نساء و لديه 23 ولدا 13 صبيا و10 بنات ويبحث عن أرملة شهيد "ليكسب ثواب الزواج منها"، ولو توفرت له القدرة المادية والإمكانات من خيمة أو نحوها لتزوج من فوره بأرملة شهيد وساعدها على تربية أولادها ورعايتهم، فهو يرى الزواج من أرملة الشهيد "واجبا".
ولم يخالفه الرأي ابنه عامر الذي حذا حذو أبيه بالزواج من ثالثة أيضا ومعلنا رغبته بالزواج من رابعة على أن تكون أرملة شهيد..مفضلا أن لا يكون لديها أطفال.
*سمات العريس المثالي
ما من منغصات تعكر جمع رأسين بالحلال هنا في المخيمات وتشكيل عائلة مكونة قوامها خيمة وعدة زوجات وعلاقة رحيمة تحلق فوق المكان كما يقول "مشهور الغاوي" المتزوج من امرأتين.
كما يشرح "أبو أيهم العتر" من القصير لـ"زمان الوصل" عن تحويل الخيمة لمسكن شرعي قائلا: غالبا ما يتم فصل الخيمة بين الزوجتين بألواح من الخشب أوبستائر قماشية سميكة، ونادراً باستخدام الحجارة و"البلوك" وهذا ما تفرضه مساحة الخيمة وحالة العريس المادية.
هي أنماط جديدة من سلوكيات السوريين الاجتماعية تسببت بها الحرب، وفرضت عليهم حياة جديدة لها شروط ومفاهيم، لا قدرة لغيرهم على تقييمها ووضعها في خانة الصواب أو خانة الخطأ.
عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية