رغم معاناة اللجوء ومأساة التغريبة التي يعيشها آلاف السوريين منذ سنوات في بقاع الأرض، لم يتخلوا عن روح الدعابة والفكاهة حتى وهم يواجهون أصعب المواقف، ولسان حالهم يقول "شر البلية ما يُضحك".
وامتلأت صفحات "فيسبوك" بفيديوهات تسخر من بعض من يدّعون أنهم سوريون، وظهرت رسومات كاريكاتيرية تعكس بعض المفارقات التي يعيشها بعض هؤلاء اللاجئين.
والمفارقة أن الكثير منهم يحفظ مسبقاً أسماء أماكن وأحياء ومعالم في سوريا تحسباً لسؤالهم، غير أنهم ينطقونها بطريقة مضحكة تكشف تزييفهم وإدعاءاتهم.
وفي أحد هذه الفيديوهات بدا لاجىء سوري مستلقياً وإلى جانب رأسه جلس شخص أفريقي ويسأله اللاجىء السوري "منين أنت ياسين"، فيقول له: "من سوريا"، وهنا يلتفت السوري لينظر باستغراب ويسأله ثانية: "منين من سوريا"، فيجيبه: "من دير الزور" فيردد السوري وقد زادت دهشته: "من سوريا من دير الزور"، ويعاود سؤاله: "من وين من دير الزور" فيرد عليه الإفريقي وهو يحك راسه: "من العشارة" فيسأله على الطريقة العشائرية: "مين خوالك" فيقول له:"خوالي الشويط عيال الأبرز"، وهنا يضحك السوري بشدة ويقول له:"والله والنعم منك ومن خوالك يا ياسين".
وفي مقطع آخر يقول لاجىء سوري لا يبدو وجهه وهو يشير إلى شخص افريقي أحد اللاجئين في ألمانيا ويسأله "منين أنت؟" فيقول له "من سوريا ويعاود سؤاله "من وين من سوريا؟" فيقول له "من دير الزور".
ويُعرّف عن نفسه أنه من "موحسن" ومن "حفنايا" وهنا يرد اللاجىء "إضرب طلعت جاري".
وظهر أحد الأفارقة متواجد بإحدى مراكز الإيواء المؤقتة الخاصة باللاجئين السوريين يصر أنه سورى من دمشق وأن عائلته تقطن هناك. وفي رسم كاريكاتيري يظهر شخص وقد أمسك به رجل أمن وهو يقف أمام موظفة في الهجرة بألمانيا ويقول والعرق يتصبب من وجهه: "والله أزيم أنا سوري من داماسكو وساكن بحارة الدبع كمان".
وعلّق أحد الناشطين ساخراً لا يمكن أن يكون هناك اندماج بين السوريين والألمان حتى يُكتب اسم الصفوري على كل جدار" -في إشارة إلى مطهر الأولاد الشهير الصفوري الذي كان اسمه يملأ جدران دمشق، والطريف أن الناشط نشر رقم هاتف الصفوري الحقيقي في سياق تعليقه.
ويدخل منتحلو الجنسية السورية إلى ألمانيا باستخدام وثائق سورية مزورة، إذ تتساهل الحكومة الألمانية فى عملية المرور، ويحق لطالب اللجوء دخول البلاد بأى وثيقة متوفرة تثبت أنه سورى ولا يشترط الجواز لذلك، وأكد ناشطون أن "عملية التزوير تتم فى اليونان وتركيا ولبنان".
وعمدت السلطات الألمانية إلى الاستعانة باللاجئين أنفسهم لمساعدتها فى الكشف عن مدّعي الهوية السورية، بناء على اللهجة ومعرفتهم بالمناطق التى يزعمون تواجدهم السابق فيها.
وقدرت وسائل الإعلام الألمانية الأعداد التي تدعي بأنهم سوريون عن طريق وثائق مزورة مثل جوازات السفر بأنها تفوق 50 % من مجمل اللاجئين السوريين.
وبحسب الإعلام الألماني فإنه "تقدم في يوم واحد الى ألمانيا 32 ألف طالب لجوء تقريبا يدعون أنهم سوريون"، وتم الكشف على أن هناك ما يقدر بـ 18 ألفا منهم غير سوريين ويستخدمون وثائق مزورة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية