أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف حمص.. القصف الروسي على التنظيم يؤدي إلى نزوح 20 ألف شخص من "مهين"

لم يسلم الأهالي حتى بعد نزوحهم إلى مدينة "القريتين" فقد لاحقهم الطيران الحربي - ناشطون

أكد تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 20 ألف شخص فروا من منطقة "مهين" في ريف حمص الجنوبي الشرقي بعد استهداف الطيران الروسي للبلدة بالقصف الذي تزامن مع سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" عليها.

وتضم ناحية "مهين" كلا من "حوارين"، "الغنثر"، "الحدث"، وتخضع لسيطرة فصائل في المعارضة المسلحة منذ منتصف عام 2014، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 27 ألف نسمة، وقد نزح إلى هذه المناطق ما لا يقل عن 15 ألف نسمة آخرين قدموا إليها مؤخراً من مدينة "القريتين"، واستقروا في "مهين"، وذلك فراراً من حكم تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر على المدينة في آب/ 2015.

وأشار التقرير إلى أن يوم السبت 31/ تشرين الأول/ اكتوبر 2015، شهد تقدم تنظيم "الدولة"، واقتحم بلدة "مهين" وسيطر عليها، وبعد عدة ساعات من سيطرته عليها بدأ قصف كثيف بالصواريخ الحربية من قِبَلِ طيران حربي "أخبرنا الأهالي أنهم يتوقعون أنه روسي"، بالتزامن مع قصف من مدفعية تابعة للنظام السوري متمركزة في قرية "صدد" المجاورة، ومن فوج "الحمرات".

وتسبب القصف الجوي للطيران الحربي بمقتل شخصين مدنيين، حسب فريق توثيق الضحايا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وجرح العشرات من السكان، وبدأ ما لا يقل عن 20 ألف شخص بالفرار من المنطقة، وتوجهوا باتجاه مدينة "القريتين" الخاضعة لتنظيم "الدولة"، كون المناطق الواقعة غرب حمص تخضع لسيطرة نظام الأسد، وقد تعرض العديد ممن حاولوا النزوح إليها لحوادث اعتقال من قبل حواجز النظام العسكرية، وبعضهم أصبح في عداد المختفين قسرياً بحسب ما أخبرنا بذلك عدد من الأهالي عند سؤالهم عن سبب عدم النزوح باتجاه مناطق النظام.

وحسب التقرير، لم يسلم الأهالي حتى بعد نزوحهم إلى مدينة "القريتين" فقد لاحقهم الطيران الحربي الذي يبدو أنه روسي، وبدأ بقصف عنيف للمدينة، وسجلت الشبكة، أبرز حادثة قصف في يوم الاثنين 2/ تشرين الثاني نوفمبر/2015، حيث قصف ذلك الطيران مقراً لتوزيع الخبز داخل مدينة "القريتين"، ما تسبب بمقتل 26 مدنياً، بينهم 3 أطفال وسيدتان.

عمليات القصف الصاروخي المستمر بالطيران الحربي الذي يزعم أنه روسي، والتي أدت إلى حوادث قتل وإصابة ودمار، تسببت بنزوح آخر من مدينة "القريتين" باتجاه الشمال، توجه ما يقارب 2550 عائلة من مدينة "القريتين" باتجاه بلدتي "الصوانة" و"خنيفيس"، ثم مدينة "تدمر"، إلى أن وصلوا ناحية "المنصورة" التابعة لمحافظة الرقة، واستمروا بالمسيرة وصولاً إلى مدينة "الباب" في ريف حلب الشمالي الشرقي، وهذه المناطق التي ساروا فيها جميعها تخضع لسيطرة تنظيم "الدولة"، حيث قطعوا مسافة لا تقل عن 950 كم في طرق ترابية بسيارات نقل وشاحنات، ومن لم يتمكن من الحصول على وسيلة نقل اضطر لقطع عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام، لأن وسائل النقل لم تكن متوفرة على طول الطريق، ومن ناحية أخرى، بسبب ارتفاع تكلفة النقل حيث تقدر كلفة سيارة النقل الواحدة لقطع الطريق بما يزيد عن 200 ألف ليرة سورية.

وأشار التقرير إلى أن التنظيم سمح بمرور 100 عائلة فقط باتجاه مناطق تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة بعد أن طلب منهم الحصول على ورقة موافقة من والي حلب في مدينة "منبج"، وماتزال قرابة 2450 عائلة موزعة على الطريق بين مدينتي "القريتين" و"الباب"، تبيت هذه العائلات في سيارات نقل وشاحنات وبعضها يبيت في العراء ضمن ظروف إنسانية غاية في الصعوبة على أبواب فصل الشتاء.

وأكد التقرير أن الطيران الحربي الذي يبدو أنه روسي أعاد استهداف المدنيين في محطات نزوحهم، حيث قصف بالصواريخ بلدة "الصوانة"؛ ما تسبب بمقتل 3 مدنيين نازحين من بلدة "مهين" بينهم طفلتان. 

وقال إن روسيا، وهي العضو الدائم في مجلس الأمن، أصبحت طرفاً مباشراً في صف النظام السوري، ما يزيد من الكلفة الإنسانية للنزاع في سوريا، لافتا إلى أن مسؤولية حماية المدنيين في سوريا تقع على مجلس الأمن، وعلى الدول الدائمة العضوية تجاوز خلافاتها، وإيجاد أي وسيلة ممكنة لحماية المدنيين في سوريا.

وطالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان باعتبارها عضواً في التحالف الدولي لمسؤولية الحماية كافة الأصدقاء في المجتمع الدولي بحماية الشعب السوري من جميع من يرتكبون جرائم بحقه.

زمان الوصل
(147)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي