بعدما استشهد رب العائلة ووضعت أسماء بناتها على حواجز الشام، اضطرت عائلة الحاجة أم نور المكونة من أربع أخوات للهروب تركيا، ولأنهن لم يجدن من يحميهن لجأن إلى شابين سوريين ادعيا أنهما يساعدان النازحين، ويعملان في مطعم في منطقة "باهجلار" في اسطنبول.
وتروي الأخت الكبرى نور/ 25 عاما، ما حدث: "بعدما وجدت أنا وأختي فاتن/ 23 عاما عملا في أحد المعامل، طلبنا من الشاب عبد الحي وصديقه مساعدتنا في استئجار منزل، على اعتبار أنهما أبناء بلدنا، ولاشك أنهما أحن علينا من الغريب".
لكن ما لم يخطر ببال نور وفاتن، أنهما تورطتا مع شبكة نصب لا ترحم الضعفاء والمكسورين، ولاتضع صلة الدم في الحسبان، فبعد أن دفعت عائلة أم نور 3 آلاف ليرة تركية لاستئجار المنزل الذي دبره لها عبد الحي وصديقه، قدم صاحب المنزل وهو تركي الجنسية، وطالب العائلة بمغادرة المنزل فورا، بعدما أشهر بوجه نور أوراقا تثبت ملكيته للعقار، مؤكدا أن عبد الحي وصديقه نصبا عليهما، وأنه لا علم له بتأجير منزله نافيا أن يكون قد التقى عبد الحي وصديقه سابقا.
وتبين نور أنها توجهت مع صاحب المنزل إلى مخفر الشرطة، وهناك وعدها الضابط بالعثور على عبد الحي وصديقه وبإرجاع المبلغ الذي دفعته العائلة وبمحاسبة النصابين، إلا أن صاحب المنزل أصر على إخراج العائلة من المنزل، وبعد وساطة الضابط وافق صاحب المنزل على إبقاء الحاجة أم نور وبناتها في المنزل لمدة شهر مقابل ألف ليرة تركية.
وتقول نور: "لن أتكلم عن الذل الذي واجهناه حتى استدنا ألف ليرة، وأعطيناها لصاحب المنزل".
إلا أن الأخير صار يتردد بشكل شبه يومي على المخفر ويخبر الضابط بأن الجيران يشتكون من عائلة الحاجة أم نور، ويلصق بالعائلة تهما تمس الشرف والأخلاق، فانضم الضابط إلى صاحب المنزل وطالب العائلة بمغادرة المنزل.
وتضيف نور: بسبب كذب صاحب المنزل تأكدنا أنه متآمر مع عبد الحي وصديقه، وإلا كيف تمكنا من إدخالنا إلى المنزل؟!
ولما أباحت نور بشكوكها للضابط طالبها بالدلائل، موضحا أن صاحب المنزل لديه شهود من الجيران بأن العائلة تشكل مصدر إزعاج.
حاليا لاتملك العائلة أي مكان يؤويها، وتقيم في منزل قريبة لها، وتختم نور حديثها بقولها:"يبدو أن الغدر والظلم صارا من صفات ولاد البلد".
لمى شماس -اسطنبول -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية