غادرت آخر طبيبة عيون ريف حمص الشمالي إلى تركيا الشهر الماضي، ما جعل المصابين بشظايا في أعينهم ومرضى العيون أمام خطر فقدان البصر، في ظل عدم وجود أخصائي آخر في قرى وبلدات الريف الشمالي التي تعاني منذ سنوات من حصار مطبق طال كل مستلزمات الحياة الإنسانية.
وأشار ناشطون إلى أن أطباء ريف حمص الشمالي واجهوا مشكلة حقيقية في علاج إصابات العيون الواردة إلى المشافى، خلال الهجوم الأخير لقوات النظام على ريف حمص الشمالي.
وأكد الطبيب "أبو محمود" لـ"زمان الوصل" أن "ريف حمص الشمالي يخلو منذ أربع سنوات من أطباء عينية، وحتى طبيبة العينية الوحيدة قبل مغادرتها الريف-كما يقول- لم تكن تجري عمليات جراحة بل كانت تقدم استشارات تعالج مصابي أمراض العيون.
وأوضح محدثنا أن "الأطباء غير المختصين بالعينية يضطرون في أغلب الأحيان لاستئصال العيون غير الوظيفية بعد تصويرها واستشارة الأخصائيين عن بعد"، مشيراً إلى أن "الحالات الأقل حرجاً كالجروح البسيطة والجروح الصلبة وجروح القرنية التي لا يستدعي أمرها استئصال العين يتم وصف العلاج الدوائي لها وتأمين طريق للعلاج خارج ريف حمص.
ولفت د. أبو محمود إلى أنه "لا توجود عمليات جراحية للعيون في ريف حمص للأسف باستثناء الاستئصال وتفريغ الحجاج وهي العملية الوحيدة يستطيع الأطباء غير المختصين إجراءها، أضف إلى ذلك– كما يقول محدثنا- "عدم وجود معدات أو تقنيات لإجراء عمليات دقيقة".
فجراحة العين–كما يوضح "تحتاج إلى مجهر وأدوات جراحية خاصة بها، ولم تُطلب هذه الأدوات لعدم وجود طبيب عينية في كل الريف الشمالي".
وتابع الطبيب أبو محمود: "نحن كجراحين ليس لدينا الوقت كي نتعلم اختصاصاً جديداً لأننا حقيقة نعمل في أكثر من اختصاص كالجراحة العامة والصدرية والجراحة البولية وجراحة الأوعية والنسائية".
وكشف محدثنا أن "أصحاب الإصابات العينية من النساء والأطفال بإمكانهم الذهاب إلى حماة والمرور من حواجز النظام، أما الشباب والرجال فهناك صعوبة في وصولهم إلى المستشفيات المتوفرة في حماة أو إدلب أو تركيا مثلاً".
وحول أدوية الإصابات العينية، وفيما إذا كانت متوفرة في المشافي الميدانية أكد محدثنا أن "أغلبية هذه الأدوية متوفرة من مضادات حيوية ومضادات تحسس وأدوية رافعة لضغط العين، وهي–كما يشير- متوفرة لقلة استعمالها أولاً، ولأنها لا تُوصف من قبل الأطباء لعدم وجود اختصاص عينية للأسف".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية