بعد ولادة حفيدها الأول (محمود) وعجز والدته عن إرضاعه، وغياب مساعدات حليب الأطفال عن مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان قررت (أم عقاب) اللاجئة من منطقة "القصير" أن تخلص حفيدها وغيره من الأطفال القادمين من مجاعة مؤكدة، إذ عزمت على شراء عنزة تربيها قرب خيمتها ليستفيد من حليبها كل أطفال المخيم "الرضع" وهذا حصل.
إذ بات ضرع عنزتها "ميوع" ملاذا لأفواه عشرات الرضع السوريين ممن أبصروا الشمس من بين خيام اللجوء والجوع حديثآ.
ببحة صوت ملؤها العرفان بالجميل يتداول أمهات أطفال مخيم "راكان الحجيري" في لبنان فضل مشروع "أم عقاب" وعنزتها "ميوع" كما أسمتها صاحبتها على أطفالهم... فهي مرضعتهم... ولها الدور الكبير في إبعاد شبح الجوع عن أجسادهم الغضة.
تقول أم "إبراهيم حقوق" اللاجئة من يبرود إن العنزة "ميوع" أرضعت ثلاثة أطفال من أحفادها، ولم تبخل عليهم يومآ بحليبها الذي يفيض بركة على كل رضيع في المخيم، أما "أم خالد قرقور" القادمة من "بخعة" في القلمون فتربت حفيدتها حنان على حليب "ميوع" ولم تشرب غيره حليبا قط.
"مشروع" "أم عقاب" الإنساني" تطور بعد ولادة عنزتها لتوأم وقراراها بإحضار شاة مع عنزاتها، اللواتي يأكلن مما يزيد عن حاجتها وحاجة الجيران من الخبز اليابس...وقشور البطاطا...والملفوف إن توفرت، بالإضافة لبقايا الخضروات التالفة من المحلات والدكاكين القريبة من المخيم.
"أم عقاب" التي تعلم أن مشروعها "الإنساني" لا يسد كامل الحاجة أرادت من "زمان الوصل" أن توصل رسالتها إذ لا وجود لعلب الحليب في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان منذ عامين، وأن عنزتها تتكفل بحل جزء من المشكلة وليس كلها...فالحل "بحاجة لجهد أكبر من أن يكون على يد عجوز مثلي كل ما بحوزتها عنزة ينتظر حليبها عشرات الرضع السوريين كل صباح".
عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية