تظاهر الآلاف من أبناء مدينة المالكية/ديرك، ضد ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، أمس استجابة لدعوة وجهها المجلس الوطني الكردي للتظاهر في المدينة الواقعة شمال شرق الحسكة، واجهها مسلحو وأنصار حزب الاتحاد بالتضييق والمظاهرات المضادة.
وقال عمر إسماعيل، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني –سوريا: "اعتصم الآلاف من أبناء مدينة ديرك (المالكية) في شارع عين ديورا قرب مسجد معصوم ديرشوي، تنديدا بممارسات PYD، وأدواتها العسكرية"، مضيفاً "خرج في الزمان والمكان نفسه، مظاهرة تأييد لما تسمى (الإدارة الذاتية) بحماية أدوات PYD العسكرية لمنع الاعتصام الذي دعا إليه المجلس الكردي واعتدوا على المتظاهرين".
وأضاف إسماعيل، أن "مسلحي PYD، الذين انخرطوا وسط المتظاهرين صادروا كاميرا تلفزيون (آرك)، وكذلك أغلب جوالات المتظاهرين، الذين امتنعوا عن إعطائهم إياها، فلجؤوا إلى عض أيديهم ليرغموهم على إفلاتها، وقاموا بكسرها".
وتابع القيادي الكردي، قوله: "اعتقل مسلحو PYD عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني ــ سوريا، ومسؤول المجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي في المالكية/ديرك محمد علي أبو نادو، خلال مشاركته بمظاهرة يوم الاثنين، التي دعا لها المجلس"، مشيراً إلى أن مسلحي حزب الاتحاد كان قد اعتقلوه قبل يومين من البيت في الساعة 11 ليلاً لمدة ثلاث ساعات، وطالبوه بتصريح أنه من المسؤولين عن أي مشاكل تفتعل، فرفض بقوله: "أكدنا لهم بأننا نرفض كل هذه السياسات وسوف نعتصم بشكل سلمي سياسي نفضح سياساتكم، التي تخدم النظام فقط".
من جهتها مليشيا (الآساييش) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، المتهمة بقمع المظاهرات، قالت في بيان نشر على موقعها الرسمي: "خرجت مظاهرتان في مدينة ديرك في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم (الاثنين)، الأولى تناهض تدريس اللغة الكردية والثانية تؤيد التدريس باللغة الأم".
وربطت "آسايش" المظاهرات فقط بفرض المناهج الكردية دون غيرها من التجاوزات والقرارات.
وأوضحت، في بيانها "بدأت المظاهرة الأولى (المؤيدة) من أمام مؤسسة اللغة الكردية وانطلقت الثانية (المناهضة) من أمام مسجد الشيخ معصوم، والتقت المظاهرتان أمام المسجد، فحصل مشادات كلامية ومشاحنة ما بين طرفي المظاهرة، فتدخلت قوات "آساييش" المالكية (ديرك)، لتوقف الخلاف ومنع تأزم الموقف وتحوله إلى شجار ما بين المتظاهرين.
وحسب، شهود عيان فإن مسلحي PYD اعتقلوا شبانا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، بغرض التجنيد للقتال في صفوف كتائبه، بصفته "سلطة الأمر الواقع".
وقررت أحزاب المجلس الوطني الكردي، في آخر اجتماعاته، أن تدعو مناصريه للنزول إلى الشوارع ضد ممارسات قوة الأمر الواقع المتمثلة بجناح حزب العمال الكردستاني في سوريا، وهو (PYD)، حيث بدأت أولى المظاهرة المناهضة له قبل نحو أسبوع، في بلدتي "معبدة" و"القحطانية"، ثم في بلدة "الجوادية" شرق مدينة القامشلي.
عسكرياً، قالت ميليشيا (YPG) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، في بيان لها: إن عناصرها "نفذت في 9 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حملة عملية ضد عناصر تنظيم "الدولة"، الذين كانوا يحضرون لتنفيذ هجوم ضدها، واستهدفت الحملة مواقع التنظيم من الجهة المقابلة لقرية سبع زلام"، الواقعة في الممر الوحيد الذي يخترق جبل عبد العزيز من الشمال للجنوب وبالعكس.
ومن جهته، أفاد الناشط ملاذ اليوسف، باندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم وعناصر حزب الاتحاد في جبل عبد العزيز على أطراف ناحية "العريشة الشمالية"، وسط قصف لطائرات التحالف الدولي على مواقع في الناحية.
وقال الناشط: إن الطرق مغلقة بين ناحية "العريشة"، التي تشهد وضعاً إنسانياً صعباً، وبين مركز محافظة الحسكة، وذلك سبب اشتعال الجبهات، ما جعل الكثير من سكان الناحية عالقين في مدينة الحسكة وبالعكس منذ 10أيام تقريباً، يجبر أغلبهم على الالتفاف حول جبل عبد العزيز من جهة مدينتي "تل تمر" و"رأس العين"، ليقطوا جبل عبد العزيز من جهته الغربية عبر طريق العالية –المكمان، وهي طريق طويلة جدا تستغرق مدة 8 ساعات، كما تطلب حواجز حزب الاتحاد كفيل كردي لمن يرغب في الدخول إلى منطقتي "تل تمر" و"رأس العين" من أبناء الجنوب.
وأضاف الناشط، أن التنظيم عزز مواقعه شمال الناحية ونشر ومدافع وآليات ثقيلة، استهدف بها مواقع الحزب في جبل عبد العزيز وجنوب مدينة الحسكة، بينما عمل على إعاقة تقدم عناصر الميليشيات المتحالفة تحت اسم "قوات سوريا الديمقراطية" نحو ناحية "الهول" شرق الحسكة، بالمفخخات التي فاق عددها 20 مفخخة منذ بداية الشهر الجاري، إضافة لحقول الألغام التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، المدعومين بطائرات التحالف ومروحيات "آباتشي" الأمريكية.
وأعلن تحالف جديد تحت اسم قوات سورية الديمقراطية (HSD) نهاية تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، عن إطلاق حملة عسكرية للسيطرة على نواحي العريشة، "الهول"، "الشدادي"، و"مركدة" في الريف الجنوبي للحسكة، بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، وذلك بعد أيام من إعلان تحالف "جيش الثوار" مع خمس ميليشيات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الذي جاء بدوره بعد يوم واحد من إرسال الولايات الأمريكية المتحدة 50 طنا من السلاح للحزب الكردي في المحافظة.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية