أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"شهيد العودة".. قصة شاب هجر بندقيته نحو ألمانيا ثم عاد ليعانقها في حوران

"محمد رزق القطيفان".. لم يقو على مفارقة بندقيته

كتب الشاب الحوراني محمد رزق القطيفان فصلا يكاد يكون استثنائيا في كتاب "الهجرة المعاكسة" الذي بدأت صفحاته تكثر شيئا فشيئا، مع توالي حالات رجوع السوريين من أوروبا إلى بلدهم، رغم ما يكتنف هذا البلد من حرب ودمار، علاوة على غموض فريد يجعل الحليم حيرانا. 

فبالأمس لقي "محمد" وجه ربه، بعد سقوط أحد صواريخ النظام على هذا المقاتل المنتمي إلى كتيبة شهداء العمري التابعة للواء توحيد الجنوب، ليختم "محمد" رحلة هجرته المعاكسة، على نفس الطريق الذي سلكه قبل أن تذهب به أحلامه وأقدامه إلى ألمانيا.

شارك "محمد" مع شقيقه "أحمد" في المظاهرات التي لم يكن لها من سلاح سوى حناجر المحتجين، ولما أصر النظام على مقارعة الصوت بالسوط، أمسك الشقيقان بندقيتهما والتحقا بميدان المقاتلين، وتشاركا معا أهوال معارك واشتباكات كثيرة، قبل أن يرحل "أحمد" في إحداها، تاركا أخاه خلفه.

وفي لحظة من اللحظات اتخذ "محمد" قرارا اتخذه قبله ملايين السوريين بهجران البلد، فحزم أمتعته وخرج متجها صوب أورويا، وتحديدا ألمانيا التي أغرت السوريين بأبوابها المفتوحة، فوصلها الشاب الذي ترك جامعته من قبل ليلتحق بالثورة، ممنيا نفسه بإمكانية متابعة دراسته ورسم معالم جديدة لمستقبل مغاير، لاسيما أنه حصل على الإقامة الدائمة في غضون أشهر.

لكن نفس "محمد" وروحه كان لهما رأي آخر، لأنهما بقيتا معلقتين هناك في درعا، تواقتين لصحبة الأصدقاء على الجبهات، متشوفتين لإكمال طريق الشقيق.. فعاد "محمد" أدراجه نحو الأردن واصطحب عروسه التي كان يخطط لإلحاقها به في ألمانيا فور اكتمال أوراق "لمّ الشمل".

ومن الأردن اتجه محمد برفقة عروسه نحو درعا مسقط رأسه قبل نحو شهرين، ليعانق من جديد بندقيته التي هجرها أشهرا، ويعطي للآخرين مثالا حيا على أن القرار ما زال بأيديهم.

محمد الراجع من "أرض الأحلام" كما يسمونها إلى أرض الحنطة والزيتون وأرض الدماء والشهداء، قضى يوم الاثنين في سقوط صاروخ على أحد أحياء درعا، ليطلق عليه أصدقاؤه ومحبوه لقب "شهيد العودة".

زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (107)

محمد علي

2015-11-10

رحمة الله عليه و على شهداء سوريا.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي