
"نجمة داوود" تؤرّق السوريين في بلاد اللجوء

وصل عدد من اللاجئين السوريين والفلسطينيين إلى جزيرة "ميتيليني" اليونانية منذ أيام ففوجئوا بوجود فريق إعلامي "إسرائيلي" في المكان كان أفراده يرتدون "فيستات" مرسوم عليها "نجمة داوود"، فصرخ شاب لاجىء فلسطيني سوري في وجوههم: "أنتم سبب معاناتنا ووصولنا إلى هنا"، ما اضطر الصليب الأحمر للتدخل وطرد الفريق الصحفي خارج تواجد اللاجئين، وفق ما نقل ناشطون.
ويشير هذا الموقف إلى مشكلة باتت تؤرق اللاجئين السوريين والفلسطينين على حد سواء، وهي تدخل الإسرائيليين في شؤون لجوئهم بحجة المساعدات الإنسانية والإغاثية، في محاولة لتلميع صورة "إسرائيل" وجرائمها بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ سنوات طويلة، وفي هذا السياق كشف ناشط فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" عن وجود مؤسستين صهيونيتين تدّعيان مساعدة اللاجئين السوريين في مناطق نزوحهم، ابتداء من دول الطوق العربية المحيطة بسوريا وانتهاء بدول أوروبية على طريقهم نحو حلمهم في ألمانيا وغيرها، حتى أن إحدى هاتين المؤسستين -كما يقول- "تعتزم قريباً تقديم مساعدات للسوريين داخل الأراضي السورية وهما: مؤسسة "IL4Syrians" (إسرائيليون من أجل السوريين) ومؤسسة "ISRAAID (مساعدات إسرائيلية).
وأشار الناشط في لقاء مع "زمان الوصل" إلى أن "كلا المؤسستين وبحسب صفحتيهما على النت تقولان بأنهما تقومان بذلك لتحسين صورة (الإسرائيليين وإسرائيل) في العالم العربي.وتضمان -كما محدثنا- مئات من المتطوعين (إسرائيليين) يتكلمون العربية ويصرّحون بأنهم من أهلنا في الأراضي المحتلة، ومن بينهم عرب ومن جنسيات أخرى، ولا يعدم هؤلاء الناشطين المشبوهين الحيلة في الوصول إلى مبتغاهم والتأثير على اللاجئين واستقطابهم، وهم الهاربون لتوهم من أتون حرب لم تبقِ ولم تذر.
ويشرح الناشط أن هؤلاء الناشطين "يتواجدون في المناطق التي تنتشر فيها مؤسسات إغاثية، وغالباً ما يعرّفون عن أنفسهم –كما يقول- بأنهم فلسطينيون، وهناك فيديوهات تُظهر هؤلاء وهم يلبسون ثياباً توحي بهذا الشيء، علاوة على أنهم يتحدثون العربية القريبة من اللهجة الفلسطينية -كما يشير محدثنا- مضيفاً أن "هؤلاء فور اندماجهم بالوسط الذي يستهدفونه يعرّفون عن جنسيتهم الحقيقية كما حصل في العديد من بلدان اللجوء العربية"، أما في أوروبا –كما يؤكد– فهم ينخرطون بين النشطاء الأجانب، وهناك لا يمكن اكتشافهم بسهولة.
تتنوع المساعدات التي تقدّم للاجئين من قبل هؤلاء الناشطين المشبوهين ما بين مساعدات غذائية ودوائية وعينية -حسب صفحاتهم.والجديد –كما يؤكد محدثنا- أنهم بدؤوا يقدمون كاميرات للناشطين ومستلزمات خاصة بهم، وهناك مؤسسة من هذه المؤسسات تقول إنها ستقدم مساعدات داخل الأراضي السورية وبأنهم سيوفرون 500 كاميرا ديجيتال و3 أقمار إرسال لنشطاء إعلاميين، بالإضافة لتدريب كامل، واللافت -كما يشير محدثنا- هو التكتم الإعلامي وصمت الائتلاف والمعارضة تجاه هذا الموضوع الخطير".
وحول دور الناشطين في فضح هذه الحملة المشبوهة نوّه الناشط إلى أن "هناك حملة حالياً لإثارة الموضوع مبدئياً على صفحات التواصل الاجتماعي لتنبيه الناس من هذا الأمر".
وأوضح محدثنا أن: "اللاجئين السوريين وخاصة البسطاء والمحتاجين منهم لا لوم عليهم البتة"، محمّلاً اللوم على "الأنظمة والمنظمات والمؤسسات العربية التي تسمح بتواجد هاتين المؤسستين وتتعامل معهما"، أضف إلى ذلك "التقصير واللامبالاة من قبل هؤلاء تجاه اللاجئين وأهلنا السوريين في محنتهم".
وختم محدثنا مطالباً بـ "ضرورة فضح هذا الموضوع وكشف مثل هذه الملفات، لأن الشعب السوري ليس للمتاجرة وتبييض الصفحات وبتنا بحاجة ماسة للمكاشفة والمحاربة وعلى كافة النشطاء السوريين -كما يقول- التعاون ومحاربة هكذا نشاطات مشبوهة تضر الثورة السورية ولا تفيدها".

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية