أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عبد الرزاق عبد الواحد.. أطلق لها السيف ورحل باكيا العراق

يعد الشاعر الراحل من أبرز القمم الشعرية العربية

توفي أمس الأحد الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد في العاصمة الفرنسية باريس، بعد تدهور حالته الصحية. عن عمر ناهز الـ85 عاما.

ويعد الشاعر الراحل من أبرز القمم الشعرية العربية، وقد صدرت له أكثر من أربعين مجموعة شعرية.

ومن دواوينه "قصائد كانت ممنوعة"، و"أوراق على رصيف الذاكرة"، و"الخيمة الثانية"، و"في لهيب القادسية".

وعبد الواحد المولود في 1930، درس في دار المعلمين (كلية التربية)، حيث كان زميلا لرواد الشعر الحر بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وشاذل طاقة عندما كانوا طلاباً في دار المعلمين نهاية الأربعينيات من القرن الماضي.

وهو من أبرز الشعراء العراقيين الذين كتبوا عن الحرب العراقية الإيرانية خلال الثمانينيات من القرن الماضي، وكذلك عن حرب عام 1991، وما تلاها من حصار اقتصادي، وعن محنة العراق بعد الغزو الأميركي في عام 2003.

وقد واصل عبد الواحد نشاطه الشعري حتى آخر أيامه، حيث نقل إلى باريس للعلاج من أزمة قلبية تعرض لها قبل أيام فقط خلال مشاركته في مهرجان شعري في الأردن.
تعتبر قصيدته "سلام على بغداد" من أشهر قصائده، ومن أبياتها
سلامٌ على بغداد.. شاخَتْ من الأسى شناشيلُها.. أبلامُها.. وقِفافُها
وشاخت شواطيها، وشاخت قبابُها وشاخت لفرط الهمِّ حتى سُلافُها
فلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِها ولا عاد في وسعِ النَّدامى اكتنافُها!
سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ عليها، وأنَّى لي وروحي غلافُها
فلو نسمةٌ طافتْ عليها بغيرِ ما تُراحُ به، أدمى فؤادي طوافُها
وها أنا في السَّبعين أُزمِعُ عَوفَها كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها!
تغنى عبد الرزاق عبد الواحد بدمشق ووصفها بـ "خاصرة الدنيا" بقصدية شهيرة قال فيها
من يَسكُنِ الشَّام، كلُّ الشَّامِ تَسكُنُهُ
قّد يَصعُبُ الوَصفُ لكن ، سَوفَ يُمكِنُهُ!
مِن كُلِّ مئِذَنَةٍ في الشَّام في دَمِهِ
أذانُ حُبٍّ لهَا يَبكي مؤَذِّنُهُ !
مِن كُلِّ رابَيةٍ في الشَّامِ سَوسَنَةٌ
بِها حَنينٌ ، ولكن..كيفَ تُعِلنُهُ ؟
ترِفُّ في قلبهِ حتى تُقَطعِّهَ
يَبكي..وَ تَجهَلُ ما في السِّرِّ يُحزِنُهُ!
في كُلِّ بَيتٍ قديمٍ في دِمَشقَ لَهُ
قَلبٌ تنبثُُّ على الأبوابِ أغنُيُهُ
تُسائِلُ الحَجَرَ المَنحوتَ أيُّ يَدٍ
إتقانَ أيدِيكِ ، بَعدَ الآن ، تُنقِيُهُ!
كَم زارَ قَبرَ صَلاحِ الدِّينِ فاشتَبَكَت
ضُلٌوعُهُ حَولَ سوُرِ القَبرِ تحضُنُهُ
فَضَاءَ فيها شُعاعُ اللهِ يَملَؤها
ضَوءاً ، وَصَوتٌ مِنَ البَاري يُطَمئِنُهُ!
كَم .. كَم في أزِقتَّها طافَتُ خُطاهُ ، وَكَم
على تُحُوتِ مقَاهِيهِنَّ أجُفنُهُ
أغفَت .. وَلاحَ لَهُ مُروانُ أو عُمَر ٌ
وألفُ عَامٍ بَوَكِيها تُوَنِّبُهُ!
يا كُلَّ أودِيَةِ الزَّيتونِ.. يا بَرَدى
يا قاسُيونَ الدَّراريِه تُؤَنِسنُهُ
تُضِيءُ فَوقَ دِمَشقَ الشَّام ، تحرُسُها
وَكُلمَّا ليَلهُا أغفىَ تُلَوِّنُه!
لا تَأذَنُوا لِسَوا في الرِّيحِ تَجَرحُها 
لَهَا ِمنَ الجِسم في الشَّرقينِ ألدَنُه 
لَهَا مِنَ الرُّوح في الشرَّقَينِ أنبَلُها 
وَمِن ضَميرِ جَميعِ الأرضِ أأمَنُهُ
لا تأذَنُوا لِعَويلِ الرِّيح يقَطَعُ مِن
هذا الهَديلِ الذي تَبقى تُدَندِنُهُ
دِمَشقُ خاصِرَةُ الدُّنيا، فَلوَ طُعِنَت
فَقَلبُ طاعِنِها الرَّحمنُ يَطَعنُه
وَكَفُّ طاعِنِها الأقدارُ تَقطعَها
وَ نَصلُ طاعِنِها التَّاريخُ يَلَعُنه
ومن قصائده الشهيرة أيضا "أطلق لها السيف" التي رددها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين
أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل
أطلق لها السيف وليشهد لها زحل
أطلق لها السيف قد جاش العدو لها
فليس يثنيه إلا العاقل البطل
أسرج لها الخيل ولتطلق اعنتها
كما تشاء ففي أعرافها الأمل.

ألقاب كثيرة اطلقت على عبد الرزاق عبد الواحد، من بينها المتنبي الأخير، وشاعر القادسية حيث كان يتغنى بالجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية، بالإضافة إلى لقبه الأشهر "شاعر العراق".

وكالات
(433)    هل أعجبتك المقالة (618)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي