كانت العروس السورية "إيمان رعد" في زيارتها الأولى إلى خيمة أهلها في مخيم "البراء" اللبناني بعرسال بعد أيام من زفافها، عندما باغتتها رصاصة من الجيش اللبناني في منطقة الرأس فأردتها صريعة صباح أمس الجمعة، ولم يبق من ذكرى العرس إلا صندلها الفضي المخضّب بالدم أمام خيمة والدتها وأسوارة مغمسة بالدم بدل أن تكون "مشغولة بالذهب".
والغريب أن الجيش اللبناني الذي قتل إيمان وإمرأتين أخريين هما "سحر الحسن" و"مريومة العيسى"، بدم بارد لم يُشرْ في بيانه الصادر عن مديرية التوجيه لا من قريب ولا من بعيد إلى الجريمة التي ارتكبها عناصره، بل اكتفى بالإشارة إلى تعرض دورية للجيش في حي السبيل – عرسال- لانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة إلى جانب الطريق، ما أدى -كما أورد البيان- إلى تضرر ناقلة جند وإصابة 5 عسكريين كانوا في داخلها بجروح غير خطرة".
عم الشهيدة إيمان "مالك رعد" روى لـ"زمان الوصل" تفاصيل ذلك اليوم الدامي الذي أودى بحياتها قائلاً: "بعد تفجير المقلع في عرسال دخلت 6 ملالات للجيش اللبناني للتمشيط والتحقيق ولدى عودة الملالات -كما يقول- "انفجرت دراجة نارية كانت مركونة إلى جانب الطريق، وفي ذات اللحظة رد الجيش اللبناني بجنون ولكن باتجاه خيم اللاجئين، بأسلحة البي كي سي والكاتيوشا والإم سكستين.
وأضاف محدثنا أن ابنة أخيه "كانت في الخيمة فأصابتها رصاصتان إحداهما في الرأس والأخرى في البطن فاستشهدت على الفور إلى جانب امرأتين من القصير أيضاً".
وسادت حالة ذعر شديد بين اللاجئين إذ بدأت أصوات صياح النسوة وبكاء الأطفال تتعالى واضطر الجميع للانبطاح على الأرض لأن الرصاص كان غزيراً –كما يقول.
بعد إصابة إيمان والنسوة الأخريات لم يهتم الإسعاف اللبناني لأمرهن– كما يؤكد مالك رعد-مشيراً إلى أن "إحدى المصابات تم إسعافها على دراجة نارية قبل أن تحملها سيارة صغيرة كانت تمر مصادفة".
ولفت محدثنا إلى أن "الجيش اللبناني– لم يعبأ بضحاياه بل أوقف إطلاق النار، واعتقل عدة شباب وانتهت القصة ببساطة.
وتنتمي الشابة الشهيدة إلى مدينة القصير وهي ابنة الشهيد "مسعف رعد"، وكانت –كما يقول عمها- الوحيدة من البنات في عائلتها، إلى جانب شقيقين، أحدهما في العشرين والثاني في الثالثة عشرة من عمره.
ويتابع محدثنا أن "إيمان بقيت مع أخوتها وأبيها في منطقة مواجهة للنظام" وحضرت إيمان -كما يؤكد عمها- استشهاد والدها الذي تعرض لقذيفة وهو يتصدى لمليشيا "حزب الله".
ويردف رعد: "أثناء الهدنة وتفريغ منطقة القصير من سكانها خرجت النسوة والأطفال أولاً، وكانت ابنة أخي معهم ولجأت إلى قارة بمنطقة القلمون إلى شقيقي الأكبر، ومن قارة إلى منطقة يبرود قبل أن تنزح مجدداً مع إخوتها ووالدتها في نهاية العام 2013".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية