ضاحكا يقول أبو عمار: "إزا كان رئيس تركيا كان يشتغل بياع سميت، معناتا ممكن جدا صير أنا رئيس سوريا".
بهذه الروح المرحة يستقبل أبو عمار زبائنه الذين يشترون كعكة السيميت مقابل 75 قرشا، من عربته الحمراء التي تنتظره على طريف الرصيف صباح كل يوم.
ويتابع أبو عمار: أؤمن أن الله لا يمكن أن يغلق في وجهنا كل الأبواب، لأن رحمته واسعة، ولذلك بعدما فقد أبو عمار بقاليته ومنزله في ريف دمشق وقدم إلى تركيا، اتفق مع بائع كعك السميت الذي كان يشتري منه في كل صباح فطوره، أن يداوم أبو عمار على العربة صباحا فيما يداوم "محمد بيه"؛ صاحب العربة، مساء مقابل أن يأخذ "محمد بيه" 300 ليرة شهريا من أبو عمار.
ووفق أبو عمار، فإن قسمة "محمد بيه" عادلة جدا لأنه تقريبا يحصل شهريا حوالي 1500 ليرة تركية، وهو مبلغ يمكنه وزوجته من العيش بكرامة.
ويقول أبو عمار أن العمل وراء عربة كعك السميت ممتع، خاصة أنه يتعامل مع جميع شرائح المجتمع التركي.
ويكاد أبو عمار يجزم ضاحكا أن 99,99٪ من الشعب التركي يفطر كعكة سيميت.
ويتابع: ولأن كعك السيميت جزء من ثقافة وتراث تركيا فإنها وجبة مفضلة أيضا عند السياح الأجانب، ويستفيد بائع السيميت السوري من كونه يتكلم الانكليزية في التحدث مع السياح وإخبارهم عن تركيا وأيضا عن سوريا، ويقول مفتخرا بنفسه: يندهش السياح لما يسمعونني أتحدث معهم باللغة الإنكليزية، لأنك تكاد لاتجد بائع "سيميت" واحدا يتكلم الإنكليزية في تركيا.
ولذلك تمكن أبو عمار من خلق الكثير من الصداقات مع زبائنه الأجانب وأيضا الأترك الذين اعتادوا على تواجده كل يوم في ذات المكان والزمان، وكذلك اعتادوا على شراء فطورهم من عربته، فالسميت حسب "أبو عمار" كعكة شهية ومغذية، تسد رمق الجائع الذي لايسمح له وقته بتناول الفطور في المنزل مثل الموظفين والطلبة.
ويختم أبو عمار حديثه ساخرا: ريثما تتحرر سوريا وأرشح نفسي لرئاستها سأسير على درب "أردوغان" وسأبقى بائع سميت.
لمى شماس -اسطنبول -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية