ناشدت أم سورية المنظمات الإنسانية والمعنيين بالكشف عن مصير زوجها وأبنائها الثلاثة الذين تم احتجازهم في تركيا بعد نجاتهم من الغرق في المركب الذي كان يقلهم من تركيا إلى اليونان أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتم نقلهم إلى كامب داخل الأراضي التركية دون أن تعلم شيئاً عن مصيرهم أو أوضاعهم الإنسانية.
الأم "م. ط" كانت تمنّي النفس بأن يصل زوجها وابنتاها 12 و17 سنة وابنها 7 سنوات بسلام إلى جزيرة (متنلي) في اليونان بعد أن استقلوا "بلم" كان على متنه عدد كبير من الأطفال والنساء، وروت الأم لـ"زمان الوصل" أن "البلم"، وقبل الوصول إلى الجزيرة المنشودة بنصف ساعة تقريباً غرق بمن فيه، فحضر رجال الخفر الأتراك وأنقذوهم ووضعوهم في جزيرة تركية تُدعى "جوندا- Cunda" بعد أن تم التحقيق معهم في مركز شرطة بتركيا.
وتضيف الأم المفجوعة "بعد حوالي 6 ساعات وصلتني رسالة على "فيسبوك" بأن أولادي بخير لأنهم كانوا قد فقدوا كل حاجياتهم بما فيها الجوالات، وتردف الأم:"عدت بعد قليل وتحدثت مع الشخص الذي أرسل الرسالة فحصلت منه على رقم موبايل تركي للتواصل معهم.
وتتابع :" تكلمت فعلاً مع أبنائي الذين مضى ساعات دون أن أعرف مصيرهم"، وتستدرك والدة الأطفال أنهم "كانوا بخير ولكنهم بحالة نفسية سيئة يعانون الجوع والبرد لأن ثيابهم كانت مبلولة طوال يومين".
وكشفت والدة الأطفال أنها تواصلت مع ابنتها الكبيرة من خلال جوال لأحد المحتجزين مع العائلة، وكانت بحالة هيسترية وهي تبكي وتصف لها مكان الاحتجاز بالسيء جداً، وأن شقيقها الصغير7 سنوات مريض وحرارته مرتفعة، وهي مريضة ومتعبة أيضاً، وخصوصاً أنهم ظلوا في ثيابهم المبلولة لمدة يومين".
وتؤكد محدثتنا أنها لا تعلم أي شيء عن زوجها وأطفالها، ولا مكان احتجازهم منذ السبت الماضي، وتعتقد أن الجندرمة التركية صادرت الجوال المذكور بعد أن علمت بأمره.
وتعيش والدة الأطفال الناجين بحالة نفسية صعبة اضطرتها -كما تقول- لتناول حبوب مهدئة-مضيفة:"أتمنى أن أسمع أي خبر عنهم أو معرفة مكان احتجازهم" وتردف بنبرة مؤثرة: "ألا يكفي مشاهد الحرب التي دمرت نفسياتهم، وتجربة الغرق التي كادت أن تودي بحياتهم"، وفوق ذلك -كما تقول - جرى اعتقالهم في ظروف "غير إنسانية".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية