ليالينا تسامرُني
بلا خمرٍ، فتسكرُني
فأمشي قاصداً صبحاً
وأرجعُ حينَ يطردُني!.
بلا ليلٍ نموتُ هنا
على أرضٍ تماثلُنا
وحينَ نعودُ يا وطني
تذكَّرْنا، وغنِّ لنا.
سماءُ اللَّيلِ قيثارة
لغسَّانٍ، وغيفارا
إذا ما نامتِ الدُّنيا
ستوقظها لنا نارا.
ونجمُ الصُّبحِ محتارُ
بهِ النُّورُ، بهِ النَّارُ
يضيءُ لنا مقاصدَنا
فتهجو نورَهُ الدَّارُ.
جنوني هاجرَ الشِّعرا
وشوقي مزَّقَ الصَّدرا
وعيني أصبحتْ تبكي
إذا ما شاهدتْ زهرة!.
و(يارا) قدْ غدتْ نغما
يُغنـَّى كلما رُجِمَا
نبيٌّ في رُبا وطني
وحينَ نعاقبُ القلمَا!.
وإني قدْ وُلدتُ هنا
على أرضٍ تعذِّبنا
فأسكرُ منْ جراحاتي
ويطربني خنا، وخنا!.
قصائدُ شوقنا كثرتْ
وشمسُ العشقِ قدْ بردتْ
فهيَّا عدْ لنا قمراً
ونوِّرْ ظلمةً كبرتْ.
نحنُّ إليكَ يا ليلُ
يحنُّ لسحركَ الأيلُ
فأرضي أصبحتْ ثكلى
ودونكَ يكبرُ الويلُ.
فراتُ الشَّامِ يدعوكَ
ونيلُ المصرِ يرجوكَ
فيا ليلُ متى العودُ
إلى بردى ويرموكَ؟.
وفي ليلِ الهوى كنـَّا
نغنـِّي قصَّة الجنـَّة
وبعدَ رحيلكَ الأبديْ
هوانا ماتَ أو جُنَّا!.
فيا ليلُ لمَ العتبُ؟
تعالَ إنَّنا العربُ
قدِ اخترنا مصائبنا
فأمسى الفرْحُ يكتئبُ.
ويا ليلا ً بهِ الشَّمسُ!
بهِ الحبُّ، بهِ الأنسُ
تعالَ واقتربْ منا
لينسانا بكَ اليأسُ!
3 كانون الأول 2007م
غسّان: الأديب الراحل غسّان كنفاني
يارا: لها عدة معانٍ في عدة لغات، وجاءت هنا بمعنى: العذراء
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية