عبادة العاسمي، لم يبلغ العشرين بعد من مدينة داعل بمحافظة درعا، خرج من بيته ليرجع مصابا بطلقة قناص، أسعف إلى الأردن على نقالة في طريق صخري الأمر الذي زاد وضعه سوءا، فإصابته كانت في الفقرة الخامسة والسادسة على المستوى الصدري، وبعد العديد من العمليات الجراحية استقر عبادة على كرسي متحرك.
يقول "العاسمي": "جلست في المنزل ثمانية أشهر من دون علاج، باستثناء الرعاية العادية من الأهل، ولكن من دون علاج، مما انعكس سلبا على وضعي النفسي وأخَّر تقدمي في العلاج وعدم تقبلي لحالتي الجديدة".
وأضاف "بعد أن انتقلت إلى أحد مراكز العلاج في الأردن قررت الاعتماد على نفسي والتحقت بدورات تدريبية في مجال الإعاقة كمنحة من منظمة يابانية، وهنا كان التحول في حياة "العاسمي".
يقول عبادة "كان عنوان الدورة التدريبية العيش المستقل برعاية مؤسسة (جايكا) اليابانية، تعلمنا خلالها ماهية العيش المستقل، وكيف يمكن للمعاق أن يعتمد على نفسه بشكل كامل، وكانت الاستفادة الحقيقة بنقل تجارب الخبراء لنا، وبعدها تابعت مع مدرب سوري، متخصص بقضايا الإعاقة.
تابع "العاسمي" رحلته في مواجهة الإعاقة، عبر دورة تدريبية بعنوان "مساواة الإعاقة" وتتمحور حول الكيفية التي يتفهم فيها المجتمع للمعاقين.
يقول "عبادة" إنه تمكن من الحصول على شهادة ليصبح معها أول مدرب سوري في هذا المجال، علما أنه لا يوجد إلا 270 مدرب على مستوى العالم.
بعد أن أصبح عبادة" مدربا كان النشاط الأول له ضمن مراكز الجرحى المقعدين، والأشخاص القائمين عليهم، إذ يقول "بدأت التدريب بمفهوم تضمين قضايا الإعاقة وهو تضمين نشاط المعاقين في كافة مناحي الحياة التربوية والرياضية والمجتمعية، وتأهيل جميع المرافق والشوارع والملاعب وغيرها لاستقبالهم وجعلهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع بكامله".
وتقوم فكرة عبادة على أن "دعم الأشخاص المعاقين ونقل تجربته في التغلب على المصاعب كنموذج محفز"، وهو أمر مهم كما يقول لأن "أغلبية الجرحى في عمر الشباب وغير متقبلين لواقعهم والاهم أن العناية المقدمة للمعاقين هي فقط طبية وهناك ضعف بالرعاية النفسية والاجتماعية".
"عبادة" الذي انتقل من "داعل" مقعدا بدأ يجري دورات تدريبية للمشرفين على مراكز الجرحى مع الجرحى أنفسهم بالإضافة إلى أهلهم.
أما مشروعه المقبل فهو "إجراء دورات تدريبية للمعاقين في مخيم الزعتري بمشاركة 11 مدربا سوريا".
محمد عمر الشريف - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية