مدرسة سريانية في القامشلي تطرد الطلاب الأكراد تحاشياً للصدام مع حزب الاتحاد

تصاعد اللغط حول قضية استبدال المناهج الدراسية في مناطق محافظة الحسكة، حتى وصل الخلاف قمته خلال الأسبوع الماضي، بعد رفض المدارس السريانية وقرار الإدارة الذاتية الكردية التي يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي بفرض منهاج اللغة الكردية إلى جميع المدارس الخاصة والعامة، وقررت طرد الطلاب الأكراد من صفوفها.

وقال الناشط الآشوري، حسام القس: إن "المدارس الخاصة في مدينة القامشلي اضطرت إلى إخراج الطلاب الأكراد، تحت التهديد بفرض المناهج الكردية في حالة عدم تنفيذ الطرد".

وأكد الناشط السرياني، "أحيقار أبو نورشين"، في حديث لـ"زمان الوصل" إن "المشكلة بدأت بعد فرض الأكراد أو ما يسمى "الإدارة الذاتية" اللغة الكردية على المدراس العمومية، يريدون اليوم فرضها أيضا حتى على المدارس الخاصة التابعة للسريان وغيرهم من المكونات"، مشيراً إلى أن الأمر "تدخل في الشؤون الداخلية للسريان والمسيحيين عموما".

ولفت "أحيقار" إلى أن "الهدف الأبعد جعل اللغة الكردية اللغة الفقيرة بالمفردات باللغة العربية الغنية بالمفردات، كما فعلوا في شمال العراق، لذا فإن الطلاب الأكراد لم يطردوا من المدارس السريانية، بل لم تقبل طلبات انتسابهم لقطع الطريق أمام الحزب الكردي الحاكم كي لا يتدخل في شؤون المدارس".

الإدارة الذاتية الكردية، أرسلت قراراً إلى المدرسة الخاصة في 18 الشهر الجاري، قالت فيه: إن "معلمي اللغة الكردية التابعين لها سوف يدخلون إلى جميع هذه المدارس لتدريس الطلاب الكرد فقط في الصف الأول والثاني والثالث، إنها ستتحمل رواتبهم ونفقاتهم".

وأضافت في قرارها الذي حمل الرقم 160، أن الإدارة الذاتية هي التي تدير المنطقة حاليا، وهي التي تقوم بحمايتها وحماية جميع مكوناتها، وقدمت أكثر من 400 "شهيد" في سبيل ذلك، لذا فمن حقها أن تقرر المناهج الدراسية في كافة المدارس الواقعة ضمن مناطق سيطرتها. 

ومن جهتها إدارة مدرسة "الأمل" السريانية الخاصة ردت في مؤتمر صحفي دعت إليه العشرات من أهالي التلاميذ، بأنها مدرسة مرخصة من الجمهورية العربية السورية منذ 1958، لذا فهي تطبق المناهج الصادرة عن وزارة التربية في حكومة النظام، وتحدثت عما أسمتها "عائدية" إدارية وأخرى تربوية مرتبطة بوزارة التربية والكنيسة، موضحةً ان قرار "المجلس الملّي السرياني" بعدم دوام التلاميذ جاء نتيجة طلب لجنة من الإدارة الذاتية جاءت إلى المدرسة، وطلبت فصل التلاميذ الأكراد عن غيرهم من التلاميذ لتطبيق منهاج لم يؤخذ رأي المدرسة فيه، ومع رفض المدرسة التنفيذ تم الاتفاق على عدم استقبال التلاميذ الأكراد.

وكانت إدارة المدرسة السريانية أرسلت في بداية الأسبوع، ورقة صغيرة، قالت فيها: "السيد ولي أمر الطالب يرجى منكم عدم إرسال ابنكم للمدرسة، ونعتذر منكم اعتباراً من يوم غد بأي شكل كان ويرجى منكم التقيد"، وذلك بعد زيارة لجنة من الإدارة الذاتية برفقة دورية إلى المدرسة بغرض فرض تطبيق المنهاج الكردي.

وفي السياق ذاته، اعتبرت 10 كنائس ومؤسسات وتجمعات مدنية وأحزاب سياسية في بيان لها، أن "التدخل في شؤون المدارس الخاصة بالكنائس الموجودة في منطقة الجزيرة لا مبرر له ومرفوض وذلك لخصوصية العائدية الإدارية والتربوية وما نلاحظه من ضغوطات على مدارسنا الخاصة في جميع المناطق ليس إلا تدخلاً يعرقل سير العملية التربوية والتعليمية لأبنائنا".

وتحاول الأطراف المتصارعة في مناطق محافظة الحسكة، فرض المناهج الدراسية المشبعة بأفكاره في محاولة لتربية الأطفال على تبني أيديولوجيته الخاصة، حيث فرض حزب الاتحاد الديمقراطي منهاجا كردياً في بلدات وقرى الريف الشمالي، بينما فرض تنظيم "الدولة" منهاجه الخاص جنوب المحافظة، في حين يتابع النظام تدريس المناهج الصادرة عن وزارة التربية التابعة لحكومته في مناطق سيطرته في مدينتي الحسكة والقامشلي وبعض القرى المحيطة بهما.