لم يتوقع "محمد المحمود" (40 عاما) أن يصادف قصة أفظع من قصة أخيه "عبد الرحمن"، المعتقل لدى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (pyd) منذ أكثر من عامين في الحسكة، حتى التقى بالشاب "رضوان مطر"، الذي قضى سنتين في سجون الحزب قبل أن يفرج عنه قبيل عيد الأضحى الماضي.
قال المحمود لمراسل "زمان الوصل": "سمعنا بالإفراج عن رضوان فذهبنا إلى منطقة "نهر الجرجب" قرب مدينة رأس العين حيث يسكن، لنسأل عن أخي عبد الرحمن، علّه يعرف شيئاً كون فترة اعتقالهم كانت متقاربة في تشرين أول/اكتوبر عام 2013، لكننا عدنا بخفي حنين وقصة مؤلمة زادت من حسراتنا".
ويغيب المئات من السوريين في سجون الميليشيات المتعددة، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يسيطر على مناطق شمال سوريا، بدعم غربي وأمريكي على وجه الخصوص، وفقد بعض ذويهم الأمل في لقائهم مجدداً، كما هو حال عائلة "عبد الرحمن المحمود" في قرية "العصفورية"، التي اعتقل ابنها على حواجز الحزب في مدخل مدينة تل تمر بريف الحسكة الغربي.
وخلال حديث مع "زمان الوصل"، قال المحمود: إن قصة اعتقال "رضوان المطر" قبل زفافه بساعات، هي من أغرب القصص التي سمعتها عن حالات الاعتقال دون ذنب وما أكثرها في منطقتنا، فالناس يعتقلون على الشبهة، وكذلك يقتلون وتدمر منازلهم، كما حدث لنا.
ونقل المحمود عن الشاب المفرج عنه (رضوان)، قوله: "كنّا كل أربعة سجناء في إحدى غرف سجن يقع على مسافة 100كم شرق مدينة القامشلي، وحين يأتون بسجين جديد بشكل مؤقت يعصبون أعيننا إلى أن يتم نقله إلى المكان المخصص له، لذا لم نكن نعرف حتى من يقبع على بعد أمتار منّا أو في الزنزانة المجاورة".
الشاب "رضوان المطر" اعتقل خلال محاولته الدخول إلى مدينة رأس العين، عبر الطريق الواصل بين قرية "الشيخ شبلي" والمدينة في رابع أيام عيد الأضحى منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2013، وذلك بهدف الذهاب إلى الحلاق استعداداً لحفل الزفاف، الذي كان مقرراً بعد الظهر، لكنه لم يعد إلى عروسه التي انتظرته 12 ساعة بثوب عرسها دون جدوى، ثم عاد الشاب ليكمل واحدا من أطول حفلات الزفاف في العالم دام سنتين، حتى باتت الناس في المنطقة يحذرون الشباب من الذهاب إلى الحلاق يوم العرس، حسب ما ذكر المحمود.
وكانت منظمة "هيومن رايس ووتش" نشرت في حزيران/ يونيو 2014، تقريرا يوثق طيفاً من انتهاكات حقوق الإنسان في هذه المناطق الخاضعة لحكم حزب الاتحاد الديمقراطي، مع التركيز على الحسكة التي زارتها المنظمة في شباط/ فبراير 2014، حيث سلط التقرير الضوء على عمليات اعتقال تعسفية، وإساءات أثناء الاحتجاز، وانتهاكات لسلامة الإجراءات القانونية، ووقائع اختفاء وقتل مقيدة ضد مجهول، واستخدام الأطفال في صفوف قوات الحزب الأمنية.
وباتت تأمل عائلة المحمود أن تكون خاتمة، قصة ابنها المفقود كختام قصة رضوان ذات نهاية سعيدة، بعد سنتين من اليأس بسبب عدم الحصول على أي معلومة تثبت أنه على قيد الحياة أو مكان احتجازه، رغم وعود القائد العسكري لكتائب حزب الاتحاد في تل تمر "لاوند"، والقائد السياسي "هارون" بالإفراج عنه بعد ساعات من اعتقاله، لكن ذلك لم يحدث ولازال مجهول المصير مثل عشرات المدنيين.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية