أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحت ضغط الحاجة.. لاجئون سوريون يعرضون كلاهم للبيع

بكار يخطط لبيع كليته إنقاذا لزوجته من سجون النظام - زمان الوصل

بين خمس بنات وحفيدتين وأم رمّلتها الحرب وزادت عليها بابن شهيد، لم أجد مهربا أخبئ فيه انكسار روحي وحرقة خافقي إلا بين حبات عدس تتحرك بيأس بين أصابع كتب عليها أن تطعم تلك الأفواه اليتيمة التي ملأت خيمة كل ساكينيها يتيمات مفجوعات القلب والروح والخاطر.

ربما كان عدس الخمسينية "نهلا محمد عيوش" خاليا من الحصى، لكن همها كان أكبر من أن تنتبه وهي ترمي بحبات العدس وتبقي على القش والعيدان على وجه صينية ربما لا يختلف لمعانها الباهت كثيرا عن لمعان أحلام "نهلا" بالخلاص والنجاة بسبع يتيمات لازلن في عمر الربيع.

* صفعتان وكلية!
منذ ثلاث سنوات، وبعد رحيلها عن بلدتها "القصير"، تعرضت "نهلا" كما قالت لـ"زمان الوصل" لصفعتين من أحد القائمين على توزيع المساعدات، بينما كانت تقف لتستلم حصتها، ومن يومها كان قرارها أن لا تأكل لقمة من أحد، وأن تعتمد على عملها لإعالة يتيماتها السبع.

وقد استطاعت العبور بهن لدرجة الكفاف طيلة عامين، لكن حالتها تعثرت مؤخرا في طلب الرزق، بعدما فتر حيلها وخارت قواها، لتصل إلى نتيجة خلاصتها أن تطعم جسدها ليتيماتها السبع.

قررت "نهلا" أن تعرض كليتها للبيع بيعا بائنا لاعودة أورجعة عنه.

* طوق النجاة الأخير
من على أحد رفوف خيمتها، تغرف نهلا من سيد مؤنتها (البرغل) لتعيد طبخ (المجدرة)، كما كل يوم، مشرعة باب خيمتها لأصحاب الديون، كي لا تكلفهم عناء الصراخ والمطالبة بتسديد فواتيرهم.


تقول الأم الثكلى: "لست نادمة على قراري، وماضية به لأكفل ليتيماتي لقمتهن وكرامتهن كما باقي البنات، أنا معيلتهن، وهذا واجبي الذي لن أحيد عنه، بعد استشهاد زوجي وابني، سأكون وفية للإثنين معا وأكمل تربية ماتركوه، ولن أنجز هذه الرسالة إلا بأن أتخلص من ديوني ومن هم الدائنين".
وتتابع نهلا:"أجريت كل فحوصاتي للتأكد من صحتي فيما لو أقدمت على بيع الكلية، موهمة الآخرين بأنني قد أفكر بالتبرع بها، وعندما علمت بقدرتي على ذلك، أنا أضعها اليوم برسم البيع لأي طالب ومحتاج".

* كليته مهرا لحرية زوجته
لا تقل حالة "عبد المعين بكار" اللاجئ من ريف القصير سوداوية ومأساوية عن حالة سابقته "نهلا".
وبغياب عائلته بين زوجة مسجونة في معتقلات النظام، وولدين يقيمان في بيت جدهما، لم يتسنَّ له رؤيتهما منذ 3 سنوات، لا يجد عبد المعين حلاً كما صرح لـ"زمان الوصل" إلا بيع كليته ليدفعها أجورا لمحامين علّقوه بخيوط الأمل، مشترطين عليه أجورا ورسوما يعجز عن دفعها، إلا ببيع كليته ليجعل زوجته ترى النور ويلتئم شمل عائلته من جديد.

وما بين كلية "نهلا" المعروضة لإطعام سبع يتيمات، وكلية عبد المعين المجهزة كمهر خروج زوجته من السجن، ثمة من يوافق، وثمة من يرفض، فما رأي الطب والدين في ذلك؟

* بين الطب والدين
يؤكد الدكتور عبد المجيد رحال رئيس قسم في مشفى " نيو عرسال" لـ"زمان الوصل" أن كلية واحدة سليمة تكفي.


ويضيف بأنه بعد إجراء الفحوصات الطبية للمتبرع وإخضاعه للصور الشعاعية والتحاليل المخبرية للتأكد من سلامة الوظيفة الكلوية وخلوها من الكيسات المتعددة والحصيات، يتم التبرع بإحدى الكليتين، وتقوم الكلية المتبقية بعملها بشكل جيد.

بينما يرى الشيخ محمد خير الحجيري أن "بيع الكلية في الأصل لا يجوز".

ويبرر ذلك في تصريح لـ"زمان الوصل" بأن "أعضاء الجسد جميعها أمانة ولا يجوز الإتجار بها أوبيعها من قبل صاحبها".

لكنه يستدرك بأن ما هو جائز شرعآ هو (وهب) الكلية، شرط أن لا يلحق ضررا أو أذى بالشخص الواهب.

عبدالحفيظ الحولاني - مخيمات عرسال - زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي