أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

(PYD) حليف أمريكا ضد "الدولة" ومع الروس ضد "النصرة"

مقاتل من pyd - ارشيف

لطالما نفى حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، خلال السنوات الثورة السورية، التنسيق مع قوات النظام في معاركه ضد الجيش الحر وفصائل المعارضة الأخرى، ثم تنظيم "الدولة" لاحقاً، رغم إقامته إدارة ذاتية شمال سوريا، دون أن يواجه أي مضايقات وعوائق من النظام وحلفائه، في حين بدأ يستثمر تنافس المحورين الروسي والأمريكي للحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم ضد القوى العسكرية الأخرى في سوريا.

وباستثناء معارك مدينة الحسكة ومحيطها، التي خاضتها كتائب حزب الاتحاد الديمقراطي إلى جانب قوات النظام ضد تنظيم "الدولة" في حزيران/ يونيو، بغرض الاستفادة من الضربات الجوية لطائرات التحالف، ومعارك حي غويران التي انتهت في أيلول/سبتمبر العام الماضي، فإن جريدة "الأخبار اللبناينة" في عددها الصادر يوم الاربعاء 7 تشرين الأول 2015، كشف تنسيقاً علنياً هذه المرة، حين قالت إن "وفداً كردياً رفيع المستوى زار دمشق للتباحث في المشاركة في عمليات برية مشتركة مع الجيش السوري بغطاء جوي روسي"، نقلاً عن مصادر أكدت أن المداولات بين الطرفين برعاية الرّوس تهدف إلى إشراك الأكراد في العمليات شرق البلاد.

وحسب الجريدة، حصل اتفاق مبدئي بين الحلفاء الثلاثة للهجوم على مدينتي "الهول" و"الشدادي"، كما أن وفداً كردياً زار اللاذقية لمناقشة الضباط الروس حول شكل التعاون، في حين يأمل القائد العام لـمليشيا ((YPG التابعة لحزب الاتحاد، "سيبان حمو"، من التعاون المباشر مع موسكو، بأن توفر له القوات الروسية ضمن حلف النظام وإيران، غطاء جوياً في معارك متوقعة في ريف حلب ضد "جبهة النصرة" وحلفائها من فصائل الثورة الأخرى، على غرار ما يوفره التحالف الدولي لمسلحيه ضد عناصر تنظيم "الدولة"، وهذا ما أعلنه في تصريحات صحفية لموقع "سبوتنيك" الروسي باللغة التركية.

وحسب مصادر كردية ضمن مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، فإنّ الخبراء الروس كانوا على جبهة "جبل عبد العزيز" غرب مدينة الحسكة، خلال المعارك مع تنظيم "الدولة" الأسبوع الماضي، في حين تصر روسيا الحليف الأهم لنظام الأسد، على أن تكون القوة العسكرية الكردية تحت مظلة قوات النظام.

وقال ناصر حاج منصور القيادي في حزب الاتحاد والمسؤول في إدارته الذاتية في تصريحات "لشبكة ولاتي" الكردية، إن "بناء قوة عسكرية ديمقراطية سورية، خطوة في اتجاه تشكيل جيش وطني سوري".
ونفى منصور ما نقلته "الأخبار" حول تشكيل تحالف ثلاثي بين حزبه والنظام وروسيا لمحاربة تنظيم "الدولة"، وقال: "إنها تحليلات غير صحيحة".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت، ليل الأحد -الاثنين، 50 طناً من الذخيرة إلى مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في محافظة الحسكة، حيث ألقيت الأسلحة الخفيفة، والذخيرة من الجو، بواسطة طائرة شحن عسكرية، حسب ما أعلنت مصادر أمريكية، وذلك بالتزامن مع إعلان الحزب عن تشكيل "قوات سوريا الديمقراطية" بالاتفاق مع "جيش الثوار" و"تجمع ألوية الجزيرة" وهي فصائل لم يظهر لها فاعلية على الأرض بعد، وجاء في بيان التشكيل أن أربعة فصائل عسكرية تابعة لحزب الاتحاد هي صلب هذه القوة وهي: (غرفة عمليات بركان الفرات، قوات الصناديد، المجلس العسكري السرياني، وحدات حماية الشعب، وحدات حماية المرأة).

ومن جهته، محمد الخليف، من اتحاد شباب الحسكة، قال في حديث لـ"زمان الوصل" إن شحنة سلاح دخلت بتاريخ 6/10/2015، من الأراضي العراقية إلى محافظة الحسكة، وتشمل أسلحة نوعية وثقيلة، كانت كتائب حزب الاتحاد تفتقدها، عدا بعض الدبابات التي حصلت عليها من كتيبة تل عدس شرق الحسكة.

وأضاف الخليف، أن "القيادي في حزب الله اللبناني، الحاج جواد، وهو المسؤول عن تشكيل ميليشيا "المغاوير" في الحسكة، اجتمع مع في تاريخ 8/10/2015، مع القائد العام العسكري لحزب العمال الكردستاني (PKK) وقيادات من (PYD) وضابط من قوات النظام في منطقة "تل موزان" الأثري قرب مدينة "عامودا" شمال الحسكة، بغرض التنسيق ضمن المخطط الروسي الجديد"، مشيراً إلى أن "الاجتماع بدأ في تمام الساعة 8 صباحا وانتهى في الساعة 2 ظهرا".

ولفت الخليف إلى أن قوات النظام ومليشيا "المغاوير" المرتبطة بحزب الله انتشرت من جديد بعض المواقع على جبهات القتال ضد تنظيم "الدولة"، بعد أن استرجعتها الميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الكردي في الصيف الماضي، بدعم من التحالف الدولي، في جنوب غرب مدينة الحسكة وفي جنوبها الشرقي.

وكانت مصادر روسية، أشارت إلى تنسيق غير مباشر مع الميليشيات الداعمة لنظام الأسد بما فيها حزب الله اللبناني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهما أبرز الفصائل العسكرية المنوط بها تأمين الحدود وعزل الثورة السورية عن محيطها، في لبنان وتركيا على وجه التحديد، عبر سيطرة كل منهما على الشريط الحدودي، الذي اختبره جيداً وكلف بإغلاقه، حسب ما تؤكده وسائل إعلام مقربة من النظام.

الهجوم الواسع لقوات النظام بغطاء جوي روسي، على مناطق سيطرة "جيش الفتح" وفصائل الثورة الأخرى في اللاذقية وإدلب وحماة، يتزامن مع محاولة لقطع طرق إمداد الكتائب من الشمال، كما حصل في حي "الشيخ مقصود" بحلب، ويأتي هذا ضمن ما يسميها موالو النظام "تأمين الحدود من البحر إلى النهر"، وهنا يقصد بها من البحر المتوسط في اللاذقية إلى نهر دجلة في الحسكة على الحدود مع العراق.

ولعب حزب الله اللبناني إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي، المنبثق من حزب العمال الكردستاني، دوراً كبيراً مواجهات قوات النظام ضد كتائب الثوار منها معركتا القصر بريف حمص، ورأس العين بريف الحسكة عام 2013، حين كانت قوات النظام في أسوأ حالاتها، فبدأ النظام الاعتماد بشكل أكبر على الحزبين لإغلاق المنافذ الحدودية بغرض خنق الثورة السورية.

محمد الحسين –الحسكة - زمان الوصل
(105)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي