
حصلت "زمان الوصل" على وثيقة تثبت استهتار قائد إحدى مجموعات الدفاع الوطني بمسؤولي النظام الكبار في محافظة حمص، بل وبأكبر مسؤول فيها والحاكم الفعلي لها، وهو رئيس اللجنة العسكرية والأمنية "اللواء لؤي معلا".
الوثيقة الموقعة باسم "العميد الركن سليمان الضاهر"، والعائدة لتاريخ 23/9/ 2015، تضمنت"تقريرا" حول قيام بعثة من "الإدارة السياسية" (الذراع الإعلامي لجيش النظام) وقناتي "الإخبارية" وسما" بزيارة إلى ريف حمص لـ"معايدة" قوات النظام المرابطة هناك، إلا إن "المدعو لقمان" –حسب وصف التقرير، حضر وبدأ "التهجم" على بعثة الإدارة السياسية وما يرافقها من "إعلاميين"، ولم يكتف بذلك بل وبخهم، ونعت محافظ حمص طلال برازي بكلمة بذيئة (لم يورد التقرير ما هي).
ووصل الأمر بلقمان أن استخف بـ"رئيس اللجنة العسكرية والأمنية في حمص"، حيث قال: "بلا رئيس لجنة بلا بطيخ"، وذلك عندما قام "العميد الركن سليمان الضاهر" بإعلامه –أي بإعلام لقمان- أنهم موفدون بعلم وموافقة رئيس اللجنة العسكرية والأمنية "اللواء لؤي معلا".
وختم "لقمان" الموقف بمزيد من الازدراء لضباط وعناصر النظام من "الإدارة السياسية" ولـ"الإعلاميين"، ولمن أوفدهم، حين أمر بمصادرة الكاميرات، وطرد الجميع من المنطقة.
وأظهر التقرير مدى "تورم" مليشيا الدفاع الوطني، إلى درجة الاستخفاف بكل مسؤولي وضباط النظام في حمص، رغم أن "لقمان" مجرد مرتزق متطوع في المليشيا بلا أي رتبة.
وإذا كان مفهوما تطاول "لقمان" على المحافظ "البرازي"، بوصفه مسؤولا من الدرجة الثانية وربما العاشرة تبعا لانتمائه الطائفي، فإن من اللافت ازدراء "لقمان" لضابط علوي كبير جدا برتبة "اللواء لؤي محمد معلا"، الذي سلمه النظام أهم منصب في أهم محافظة بعيون بشار الأسد ومواليه الطائفيين.
وعلمت "زمان الوصل" أن المقصود بالتقرير هو "لقمان الحكيم" الذي يقود مجموعة من مجموعات مليشيا الدفاع الوطني في ريف حمص الشرقي، وله هناك صولة وجولة، جعلت منها أشبه بحاكم فعلي للمنطقة، التي تعرضت لهجمات كثيرة خلال الفترات السابقة، باعتبارها معقلا من معاقل "الشبيحة"، وكان النظام في كل مرة يترك عبء الدفاع عنها لمرتزقتها، ما أدى إلى "سقوط" النظام من أعينهم واستهتارهم المفرط به وبضباطه وجيشه.

والأدهى، أن التقرير الذي ذيّل بقرار لرئيس اللجنة الأمنية أمر بتعميم اسم "لقمان الحكيم" على الحواجز والمبادرة لاعتقاله، بدا وكأنه قرار فاقد لأي معنى، حيث ما يزال "أبو محمد" (اللقب الذي يشتهر به لقمان الحكيم) يسرح ويمرح في منطقته التي نفسه رئيسا لها، وكله ثقة أن لا رئيس لجنة أمنية و"لابطيخ" يستطيع الاقتراب منه، فضلا عن اعتقاله، حسب معلومات "زمان الوصل"، التي تنشر مع تقريرها مجموعة من الصور لـ"لقمان الحكيم".

نبذة عن اللواء لؤي معلا
في حزيران/يونيو الفائت عين بشار الأسد اللواء "لؤي محمد معلا" رئيسا للجنة العسكرية والأمنية في حمص، وهو بمثابة الحاكم العسكري للمحافظة، التي ما تزال تشكل مصدر قلق كبير للنظام، انطلاقا من حيوية موقعها واتساعها، ومن عجز قواته عن حسم المعارك في بقاع مختلفة من مدنها وبلداتها.
وجاء وضع "معلا" على رأس اللجنة الأمنية في حمص، في مسعى لتوجيه رسائل طمأنة للموالين، الذين يشتكون من إحساسهم بعدم الأمان، رغم كل الحواجز والإجراءات المشددة التي تحيط بأحيائهم، لكن الوضع الأمني في حفمص بقي على حاله من "السوء" في عيون الموالين.
يتحدر "معلا" من جبلة، وكان قائدا للفرقة الثالثة المدرعة، إحدى التشكيلات الضاربة التي استخدمها بشار في تدمير مساحات واسعة من المدن والبلدات وقتل الآلاف من السوريين، لاسيما عبر اللواء 155، صاحب الرصيد الأكبر في إطلاق صواريخ "سكود" على مناطق مختلفة من البلاد.
ولؤي هو شقيق "العميد هاشم معلا"، الذي كان من أشد الشخصيات ولاء للنظام، وارتكب في سبيله انتهاكات ومجازر عدة، منها مجزرة حي المشارقة في مدينة حلب في ثمانينات القرن الفائت، والتي قضى خلالها قرابة 100 مدني.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية