أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سفارة النظام في لبنان.. فرع أمني متخصص بإذلال السوريين

سفير النظام في لبنان - ارشيف

ما إن تحط بك الأقدام في "بعبدا" حيث مفرق كل من وزارة الدفاع اللبنانية والسفارة السورية؛ حتى يستهجنك المكان وأهله، بضع جنود لبنانيين موزعين على حاجزين قريبين وآخر يبعد قرابة (500) م حيث السفارة السورية، يفاجئك الحاجز الأول بطابور من السوريين جاؤوا "سفارتهم" للحصول على ما يفترض أنها أبسط حقوقهم من قبيل تسجيل واقعات زواجهم وطلاقهم وولاداتهم، وتمنحهم جوازات سفرهم.

فهم لا يريدون من "سفيرهم" علي عبد الكريم أن يخرج من "مخدعه" ليجوب لبنان جنوبا وشمالا يسأل عنهم في مخيماتهم، وتجمعاتهم، يزور الجمعيات الخيرية والمنظمات الصحية، يلاحق مبتزيهم ومستغليهم، يريدون فقط أن يعاملوا كرعايا أن يعاملوا باحترام، حسب أحد المراجعين رفض الكشف عن اسمه.

مراجع آخر، اكتفى بلقب "أحمد القلموني" قال: "أمام السفارة تشعر أنك في طابور تُحسب عليك الحركة واللفتة والهمسة تماما كتلك الاجتماعات الصباحية في وحدات جيش النظام في سوريا".

لا فرق بين مسنٍّ وشاب، و امرأة و رجل، يطلب من كل واحد أن يتقدم إلى الجندي الذي أشار له، ليفتش حقيبته وجيوبه ولا يوفّر"جواله"، حيث يبحث عن الصور ومقاطع الفيديو، وما يتخلل ذلك من استفزازات تصل حد الميوعة وثقل الدم، والسؤال الذي طالما تعرض له المراجعون في طريقهم إلى السفارة "أنت جيش حر؟! أنت مع ولا ضد؟".

* القط اللبناني
"أبو وسيم" الحمصي القادم من مكان لجوئه في "عكار" عقب اقتحام جيش النظام وميليشياته مدينته "القصير" يستعرض المفارقة قائلا "نسي هذا العسكري ومعلمه أن الذي أذلهم في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ليس الشعب السوري الذي يتشفى به الآن، بل هم حكامه وضباطه الذين يحابيهم ويتواطأ معهم اليوم".

ويردف الرجل الستيني: "ما أصدق المثل العامي القائل فيه (القط ما بحب غير خناقو)".

يكتفي جنود الحاجز الثاني بالنظر إلى المراجعين بازدراء، كما لو أنها مهمتهم المطلوبة، ثم يشير لك أن تتابع سيرك، (500)م لتصل إلى حاجز السفارة، حيث الطابور نفسه والأسلوب نفسه والإذلال نفسه، لكن في الأول كان عليك أن تنتظر قرابة ساعة تحت الشمس، وهنا الوقت قد يتجاوز ساعتين أو ثلاث. غير أنه يسمح لمن يرغب بمغادرة الطابور إلى الشجر القريب، ريثما يقترب دوره، لينضم إلى جموع من سبقوه مبعثرين بين علب الماء الفارغة والسجائر، حيث ترى المسجى والنائم.

* فرع مخابرات
الساعة الواحدة ظهرا، حان وقت الدخول إلى السفارة ليستقبلك موظفون بزيّ مدني غير أن المنطق والتصرف عسكري بحت، ما دفع مراجعين إلى تشبيه السفارة بأنها فرع أمن من فروع الأمن العسكري في دمشق.

تشبيه تبرهن صحته إجراءات ليس آخرها وأصعبها "تفييش" الهوية وإيداع الجوال، قبل التوجه إلى النافذة المتعلقة بطلبك.

يقول أبو البراء القادم من ريف دمشق لـ"زمان الوصل": "اتجهت إلى نافذة الشؤون المدنية "زواج وطلاق وولادة"، كانت (هزار الحافظ) الموظفة المختص تصرخ بنا كي نصطف، وماكنت أميزها عن الرجال لولا شعرها، سحبت من يدي الأوراق ورمتني بسهام ازدراء وكأنما كانت تقول لي.. أنت في محافظة سورية تحت حراب النظام".

ويضيف معلقا على أسلوب تعامل الموظفة نفسها "تغافلت عن الأخلاق التي تمليها الإنسانية و"الإتكيت" التي تتطلبه الدبلوماسية، وغفلت عن مشاعر الغريب حيثما يلتقي ابن بلده في بلاد الغربة، غير أنها تذكرت هي ومن معها مادة الإذلال وحسب، تلك التي المادة طالما امتحن السوريون بها على حواجز النظام في بلادهم، ليكرروا الامتحان نفسه في لبنان حيث يهان المرء أويهان".

براءة ياسين - بيروت -زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (132)

مومن

2015-10-05

ما جرى ويجري في سوريا يدل بوضوح على ان فكرة الوطنية فكرة هابطة جدا وواهية ولا قيمة لها و سرعان ما تسقط عند اول امتحان . فما يسمى الوطن الذي يفترض انه يربط السوريين . ليس سوى منطقة جغرافية تجمع بين اعداء وليس اخوة والعداء بينهم عميق جدا جدا وتاريخي.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي