يتناول فيلم "لاجىء ولكن" قصة شاب سوري تعرض لحادث في لبنان، ما أدى لتغيرات في نمط حياته وسلوكه.
ويحكي الفيلم الذي أخرجه المخرج السوري الفلسطيني "أحمد الهريسي" قصة حب تربط هذا الشاب المسلم بفتاة مسيحية، لكن هذه العلاقة تُواجه بالكثير من التحديات والعراقيل من الوسط المحيط بطرفيها، بسبب اختلاف الدين والمجتمع، وحدّة التباين بين العادات والتقاليد التي ينتميان إليها.
وكان من المفترض أن يُعرض الفيلم قبل عيد الفطر ولكن عوائق عدة ساهمت في تأخيره، ومنها انشغال المخرج بالدراسة كما يقول.
وأوضح الهريسي لـ"زمان الوصل" أنه حاول من خلال هذا الفيلم تسليط الضوء على موضوع اللجوء والتعايش المشترك رغم اختلاف الدين والجنسيات والتفاوت الطبقي.
وكشف أنه اختار اسم "لاجىء ولكن" عنواناً للفيلم ليوصل رسالة مفادها أن "اللاجىء يمكن أن يكون عاملاً أو موظفاً أو مواطناً أو طالباً أو حبيباً".
يقول المخرج:"أحببت أن أخرج الناس من الانطباع المسيطر على بعض المجتمعات التي استضافت اللاجئين من أن مجرد ذكر اسم لاجئ فهذا يعني ضمناً أنه يعيش حياة التهميش والإهمال داخل مخيمات اللجوء، وأنه نتاج الحرب والدمار وهو غير فعال وبالتالي غير مقبول ضمن هذه المجتمعات".
ويشرح الهريسي ظروف إنجاز الفيلم والصعوبات التي واجهته قائلا:"بصراحة كنت أتمنى أن تتبنى العمل شركة إنتاج ضخمة ليكون أطول ونستطيع من خلاله إيصال الفكرة بشكل أعمق وأوضح، ولكن ضغوطاً كبيرة واجهتنا وأسهمت في إيقاف التصوير لأكثر من مرة وكان من المفترض –كما يقول- أن يُعرض الفيلم قبل عيد الفطر، ولكن عوائق عدة ساهمت في تأخيره ومنها انشغالي بالدراسة".
وحول تركيز فيلمه على قصة حب بسيطة مجتزأة من الواقع، وهل يمكن لهذه القصة أن تعبر عن المأساة الحقيقية التي يعيشها اللاجئون السوريون في كل مكان من العالم، أشار الهريسي إلى أن "الفيلم سلط الضوء على جزء بسيط من المأساة التي يعيشها اللاجئون ولكن ما يمر به هؤلاء في بلاد اللجوء والتعامل السلبي معهم–كما يقول- يحتاج إلى كتب وروايات وليس لفيلم لا يكاد يتجاوز نصف ساعة.
ومن جانب آخر أشار محدثنا إلى أن "الفيلم قوبل بهجوم غير مسبوق من الوسط الفني اللبناني، وكانت هناك نظرة سلبية تجاهه وصلت -كما يؤكد مخرجه- إلى تهكير صفحة الفيلم والتبليغ بأنه مسيء.. الخ" مما اضطره -كما يقول- إلى حذف بعض مشاهد الفيلم بعد أن طلب منه أساتذة المعهد الذي يدرس فيه ببيروت خوفاً من مواجهة المشاكل.
ويفصّل الهريسي حول هذه النقطة قائلاً: "لا شك أن السوري مهما كان مرتاحاً في بلاد الاغتراب أو اللجوء فإن حبه لوطنه يعلو على كل شعور"، وهذه النقطة أزعجت البعض، بالإضافة إلى أن جزءاً لا بأس به من اللبنانيين -كما يؤكد- الهريسي "لا يريدون إظهار مثل هذا التقارب ولهذه الدرجة بين السوري واللبناني وخصوصاً بين شاب وفتاة مختلفين دينياً".
وكشف مخرج "لاجىء ولكن" أن الفيلم لم يتعمق في موضوع التفاوت الديني وإنما أتى على ذكره بشكل عابر نظراً لحساسية الموضوع"، مشيراً إلى أن "مدة الفيلم الأصلية هي 49 دقيقة تم حذف الكثير منها، ومن ضمنها –كما قال- تعرض اللاجىء شادي للضرب من قبل زعران في الشارع، وكيف رأته الفتاة يُضرب وغيرها من المشاهد".
وحول اختبار أن يكون بطل الفيلم فاقداً للذاكرة، وهل لهذا الأمر دلالة بالنسبة له كصانع للفيلم يقول المخرج الشاب:"اخترت أن يكون بطل الفيلم فاقداً للذاكرة ليكون كالطفل، ويمثل صورة الإنسان على حقيقته وفطرته التي فطره الله عليها، وصورة للاجىء المصدوم والمشتت بين الماضي والحاضر من ناحية أخرى.
و"أحمد الهريسي" فنان سوري يدرس السينما في بيروت، أنجز العديد من الأفلام ضمن دراسته الجامعية ومنها فيلم "الحب الحقيقي" و"عصفور ست الحبايب" و"الأماكن" و"مخيم الموت" الذي يرصد واقع اللاجئين السوريين في المخيمات .
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية