أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بالاتجاه المعاكس.. مبادرة من أجل عودة السوريين إلى بلدهم

سوريون على الحدود الهنغارية الصربية - وكالات

في ظل حمى الهجرة غير الشرعية التي نقلت أعدادا ضخمة من السوريين وخاصة الشباب إلى أوروبا في الآونة الأخيرة، يتبادر سؤال مهم لمن يترك سوريا في وقت تحتاج إلى أبنائها لبنائها من جديد، فكان لابد من حملة ودعوة للهجرة ولكنها بالاتجاه المعاكس نحو الوطن.

*مهد الفكرة
"السباحة عكس التيار، أو محاولة مجابهة الإعصار، سمّها ما شئت، ولكن يجب أن تعود الطيور إلى أعشاشها، والمهاجرين إلى ديارهم" يقول صاحب المبادرة "سارية البيطار".

ويروي الشاب السوري ابن مدينة إدلب لـ"زمان الوصل" حول مبادرته "ولدت الفكرة منذ بدأت الهجرة الجماعية إلى أوروبا عبر رحلة الموت تأخذ خطا تصاعديا، وتزامنت مع ذكرى استشهاد صديق لي اسمه حسان، قضى في تفجير قياديين في "حركة أحرار الشام" رغم أنه مولود في السعودية، عاد أثناء الثورة ليستشهد على ثرى سوريا في مفارقة عجيبة بينه وبين آلاف الشباب الذين يخوضون البحر بحثا عن الفردوس الموعود (أوروبا)".

ويضيف سارية: "بدأت تتطور فكرة الحملة، ورحت أبحث عن قصص سوريين عادوا من المهجر في ظل الثورة السورية ليقدموا خبراتهم كل في مجاله، آملا أن تحفز شباب سوريا للعودة، جمعت الكثير من القصص ونشرتها على صفحة الحملة، مواطنون سوريون كانوا مقيمين في دول عربية وغربية، عادوا في بداية الحراك للمشاركة ودعم قضيتهم بالتخلص من حكم آل الأسد".

واستعرض الناشط شخصيات سورية عادت إلى البلد وشاركت في الثورة السورية، مثل باسل شحادة المولود في مدينة حمص، والذي تخرج من كلية الهندسة المعلوماتية في أمريكا ثم أكمل تعليمة بمنحة قدمت له بإحدى الجامعات الأمريكية لدراسة الإنتاج السينمائي وعند بداية الثورة السورية قرر الالتحاق بالحراك السلمي بدمشق، حيث شارك بعدة مظاهرات بالعاصمة، قبل أن ينتقل إلى مسقط رأسه حمص ويعيش فترة الحصار من قبل قوات النظام، ليطلق فيما بعد عدة حملات لأيتام حمص ويسلك المسار الإعلامي، من خلال تدريب الناشطين الإعلاميين بحمص.

شحادة الذي صور وأخرج كثيرا من الأفلام الوثائقية عن حمص وريفها، استشهد نتيجة قصف نظام الأسد حي "الصفصافة" في حمص القديمة، حيث دفن هناك.

*أهداف الحملة
وأوضح سارية أن أهداف الحملة "إيصال رسالة غير مباشرة للشباب السوري ليعيد النظر في موضوع الهجرة، وإيصال صورة الأشخاص الذين قطعوا آلاف الأميال للوصول إلى بلدهم سورية، ليساهموا في بناء ما تهدم من بشر وحجر، في حين يقطع آخرون آلاف الأميال بالاتجاه الآخر".

ويردف سارية "إن الهدف الأسمى للحملة هو الحد من هجرة الشباب السوري وهجرة العقول باتجاه أوروبا والذي سينعكس سلبا في المستقبل على المجتمع السوري ككل، فالخزان البشري يتم إفراغه بشكل فعلي بهجرة الشباب، وإذا استمر الوضع، هكذا فلن يبقى إلا النظام والتنظيم وأتباعهما".

ضمن السياق نفسه يقترح الشاب سارية خططا بديله، مشيرا إلى أن كل (طبيب- مهندس -معلم...إلخ) لو نزل فقط إجازته الصيفية إلى سوريا دون أن يترك عمله، لخدم أهله في مجاله، فالحاجة في الداخل السوري في جميع الاختصاصات والمهن أصبحت ملحة جدا.

وكشف صاحب مبادرة الهجرة العكسية عن أفكار كثيرة لتطوير الحملة "سأقوم بتصوير فيديوهات تتضمن كلمات من الأماكن التي هي بحاجة للشباب وخبراتهم، يشرح فيها القائمون ما هي الاختصاصات التي هم بحاجة إليها، إضافة إلى فيديوهات أخرى يشرح بها شباب عادوا إلى سوريا ليتكلموا عن تجربتهم بعد أن تركوا الحياة الرغيدة إلى حياة تحت البراميل آملا أن تكبر الحملة ويكون لها تأثير واضح على الأرض".

ودعا سارية كل من يستطيع مساعدته بفكرة أو دعوة للحملة أن لا يتوانى عن ذلك.

وتأتي الحملة المذكورة في خضم أضخم موجة لجوء للسوريين باتجاه أوروبا منطلقين من دول الجوار، في رحلات شهدت مآس من حوادث موت كان ضحاياها بالآلاف معظمهم قضى في البحر غرقا نتيجة الهجرة غير الشرعية بقوارب متهالكة حملتهم إلى حتفهم.

وأكد رئيس المفوضية أنطونيو غوتيريس، في بيان، الخميس 9 يوليو/تموز أن "هذا أكبر عدد للاجئين من صراع واحد، داعيا المجتمع الدولي إلى دعمهم".

كما قالت المفوضية إن معظم اللاجئين الفارين من الصراع الدائر في سوريا منذ أربع سنوات يقيمون في لبنان والأردن والعراق ومصر وتركيا التي تستضيف عددا منهم يفوق عددهم في أي بلد آخر ويبلغ 1.8 مليون سوري، ويوجد 270 ألف سوري آخرين طلبوا اللجوء إلى أوروبا، إلى جانب 7.6 مليون سوري نازحين داخل سوريا.

محمد عمر الشريف - زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي