علمت "زمان الوصل"، أن آخر طاحونة تعمل على المياه في سوريا، والتي تعرف بطاحونة "أم رغيف"، وتقع على نهر العاصي (1كم شمال القصير)، لم تسلم من التخريب والسرقة والدمار.
وتكشف تفاصيل حصلت عليها "زمان الوصل"، من أحد القاطنيين حاليا بمدينة القصير، أن مليشيا حزب الله اللبناني، وعناصر الدفاع الوطني، الذين يسيطرون على المنطقة، قاموا مؤخرا، بسرقة بعض محتويات المطحنة كالأحجار والدواليب (النواعير)، والأبواب الخشبية القديمة وغيرها.
وأشار مصدرنا إلى تعرض المطحنة إلى عدة قذائف مدفعية، أثناء معارك ثوار القصير مع جيش النظام ومرتزقته في الربع الأول من العام 2013.

*طاحونة "الخير والبركة"
طاحونة "أم رغيف"، والتي كانت تعد رمزا من رموز "القصير"، وأحد عناصر الجذب السياحي للمنطقة سابقا، يعود بناؤها إلى العصر الروماني، وكانت تسمّى عند أهل القصير، بطاحونة "الخير والبركة"، حيث كانت تقوم بعض العائلات، بمثل هذه الأيام من كل عام، بزيارتها لطحن مونتهم من "البرغل"، وطحن الحبوب كأعلاف للدواجن ولمواشيهم من الأغنام والأبقار.
وتعود ملكية المطحنة لأحمد مسرّة من سكان القصير، وقد ورثها من جده.
وتقع الطاحونة المبنية فوق نهر العاصي على بعد أمتار قليلة من قنطرة القصير الأثرية، حيث يعتقد بأن بناء القنطرة والمطحنة يعود لفترة زمنية واحدة، الفترة الرومانية.

وتتألف الطاحونة، حسب تصريح سابق لصاحبها أحمد مسرّه لكاتب هذه السطور، تتألف من بناء حجري مساحته قرابة 300 م2، وفي داخله دواليب (نواعير صغيرة)، تعمل على تحريك أحجار الطحن من خلال مسننات مثبتة بها، مدفوعة بفضل حركة مياه نهر العاصي مما يؤدي إلى تحريك الأحجار الثنائية، والتي تكون محززة بشكل متعاكس.
وأشار مسرّة، الذي تم تهجيره قسريا من قبل النظام والمليشيات الشيعية، من مطحنته وأرضه كأهل القصير، إلى وجود عدة أحجار كبيرة خاصة بالطحن الناعم، كالطحين الخاص بالخبز، وأخرى خاصة بالطحن الخشن "كالبرغل"، وعلف المواشي والدواجن.
يذكر أن إنتاج المطحنة، التي كانت تعمل بالطاقة البديلة النظيفة (المياه) منذ2400 سنة، يصل لقرابة الطن باليوم الواحد.
ريف حمص -زمان الوصل -خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية