أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مناطق التنظيم في ريف الحسكة.. مدارس مغلقة ومعاناة معاشية تتفاقم

منطقة الشدادي بريف الحسكة - ناشطون

تحالف الفقر وندرة العمل مع قساوة البيئة، جعل السكان في ريف الحسكة الجنوبي، يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، في حين يطرق عيد الأضحى المبارك الأبواب، بينما لاتزال المدارس بأمر من تنظيم "الدولة الإسلامية" مقفلة.

*الأسعار وقلة العمل
الناشط "أسامة ملا محمد" يقول لـ"زمان الوصل" إن الأوضاع الإنسانية في تراجع مستمر في مدينة "الشدادي" ونواحي "العريشة" و"مركدة" و"الهول" الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" جنوب الحسكة، ما دفع الناس للنزوح بسبب قسوة الظروف التي يعيشونها وانعدام فرص العمل للشباب، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأخرى في أسوق البلدات الفقيرة.

ورجح الناشط، استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمواشي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، فيما يحاول عناصر التنظيم فرض قوانين خاصة ضمن الأسواق، حيث يعمل على منع التجمعات الكبيرة في سوق "مركدة"، وفرض "اللباس الشرعي" على مرتادي السوق.

وأضاف الناشط أن "السكان حاولوا خلق فرص عمل في مجال تصفية النفط بطرق بدائية، وافتتاح محلات اتصالات تعتمد على الإنترنت الفضائي، لكن تضييق التنظيم على مقاهي الإنترنت من جهة، واستهداف طيران التحالف للمصافي البدائية، أدى إلى عزوف الشباب عن الإقدام على هذه الأعمال، فضلاً عن انخفاض دخلها"، مشيراً " إلى أن "أجور العمل بحراقات نفط (مصافي بدائية) ارتفعت بسبب المخاطر استهداف طائرات التحالف لها، بعد عودتها من جديد كسبيل لكسب الرزق".

وكانت ظاهرة تصفية النفط الخام يدوياً تراجعت مع بداية قصف التحالف الدولي ضد التنظيم مناطق سيطرته في سوريا، في أيلول/سبتمبر 2014، طالت حقول النفط والمصافي البدائية.

وحسب الناشط، فإن معظم السكان يعتمدون على وظيفة، أو تجارة المحاصيل الزراعية، بالإضافة للحوالات المالية المرسلة من أبنائهم خارج البلاد، وباستثناء من يعملون لدى تنظيم "الدولة" في آبار النفط ومعمل الغاز والأفران والمطاحن، والمهاجرين بغرض العمل على تركيا أو لبنان، فإن نسبة البطالة تصل إلى 80% في صفوف القادرين على العمل جنوب الحسكة.

* المدارس مقفلة 
استقبلت المدارس الجاهزة طلابها في مناطق سيطرة النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وفقا لمناهج خاصة بكل طرف، في حين لا يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" يغلق المدارس الريف الجنوبي للحسكة، رغم امتلاكه منهاجه الخاص الذي يخطط لتدريس الأطفال وفقه في مناطق سيطرته.

وأكدت مصادر محلية، أن المدارس مغلقة مع بداية العام الدراسي الجديد، وسط قلق لدى ذوي الطلاب على مستقبل أطفالهم، حيث لازال أبناؤهم بين 7 أعوام و13 عاماً خارج صفوف الدراسة.

ويعمد تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى اعتقال كل مدرس يعطي دروساً خصوصية في مناطق سيطرته، ما يهدد الجيل بالأمية، في ظل عجز التنظيم عن إيجاد منهاج بديل عن منهاج النظام، أو إيجاد آلية لبدء عمل المدارس في مناطقة.

*الأمراض نتيجة شح المياه
النقص الكبير في المراكز الصحية العاملة، وقلة الكوادر الطبية، فضلاً عن عدم توفر الأدوية بالصيدليات، تنذر بخطر كبير ينتظر تلك المناطق الشبه صحراوية بريف الحسكة الجنوبي.

وأفاد مصدر طبي –طلب عدم ذكر اسمه وعمله- بتراجع الأوضاع الصحية في المنطقة، حيث غابت حملات لقاح الأطفال، بينما بات كبار السن والمصابون بالأمراض المزمنة دون علاج ورعاية صحية، وسط انتشار الدواء المهرب من العراق كبديل عن الدواء المنتهي الصلاحية في صيدليات المنطقة.

وتقتصر الخدمات الطبية المقدمة بشكل شبه مجاني، وبأسعار رمزية على مشفى الشدادي الوطني، والذي بات يعرف بـ (المشفى العام)، ونظراً لقلة الإمكانات فيه يتم نقل معظم الحالات الحرجة إلى مشافي الميادين والرقة، حسب المصدر.

وأكد المصدر ذاته، انتشار الأمراض المعوية والجلدية والقمل بين سكان القرى، بسبب شح المياه الصالحة، وعدم تعقيم المخصصة للشرب منها، في حين يستخدم الناس مياه الآبار المالحة للاستحمام والغسيل.

وتنقل مياه الشرب بصهاريج إلى ناحية مركدة أقصى جنوب الحسكة، من محطة الضخ بقرية "الصبحة" في دير الزور وتباع بسعر 300 ليرة سورية للبرميل، فيما تنقل مياه الشرب إلى مدينة الشدادي وناحية "الهول" من قرية نفاشة قرب "جبل كوكب" الواقع تحت سيطرة قوات النظام، وذلك بعد تدمير محطة تحلية المياه في "الشدادي" جرّاء قصف طيران النظام.

ويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ نهاية آذار 2014، على كامل بلدات وقرى الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة، وذلك بعد معارك عنيفة مع الجيش الحر و"جبهة النصرة" في بلدة "مركدة" دامت لأشهر.

الحسكة - زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (131)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي