توجّه قرابة 25 ألف طالب في ريف حمص الشمالي، إلى مدارسهم في 13 من الشهر الحالي أيلول/سبتمبر، موزعين ما بين مدارس تتبع للنظام (90%)، ومدارس تتبع للحكومة الموقتة، أو بعض الجمعيات الخيرية الخاصة.
وحسب مصادر من الأهالي فإن تكلفة تجهيز طالب المدرسة، وصل هذا العام إلى حوالي 10 آلاف ليرة سورية، في ظل وضع اقتصادي ومعاشي صعب جدا بسبب الحصار المفروض من النظام، الذي سيدخل عامه الرابع بعد شهر من الآن.
ومن خلال جولة، قام بها مراسل "زمان الوصل" لأحد الأسواق في بلدة "الغنطو"، لاحظ بأن أسعار قرطاسية المدارس، ارتفعت ما يزيد عن 50 %، ومنها تجاوز 100%، كالحقائب المدرسية.
تقول أم حسام، التي لم تخف مفاجأتها بالأسعار، إن بعض الدفاتر الخاصة بطلاب الجامعة، وصل سعرها إلى 1000 ليرة سورية، في حين تباع الحقيبة المدرسية من النوعية الجيدة بـ 4 آلاف ليرة سورية.
أما اللباس المدرسي الموحّد، فهو غير موجود بالريف الشمالي نهائيا للعام الثالث على التوالي.
وعن تكلفة تجهيز طالب المدرسة، قالت السيدة أم حسام: تختلف الكلفة حسب المرحلة الدراسية، فالتلميذ بالمرحلة الأبتدائية، تتراوح تكلفته ما بين (10-8) آلاف ليرة، أما طالبة الثانوي فلا تقل تكلفتها عن 13 ألف ليرة سورية، موزعة كما يلي: 7 آلاف ليرة لباس وحذاء، 3 آلاف ليرة للقرطاسية، والباقي ثمن حقيبة مدرسية من الوسط والتي لا تصلح لأكثر من عام دراسي واحد.
ويرى المهندس غسان، صاحب إحدى المكتبات بالريف الشمالي، أن هناك عدة أسباب وراء ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، وخاصة القرطاسية منها، أولها ارتفاع تكلفة استيراد الورق الأبيض من خارج سوريا، كون الورق مرتبطا بسعر الدولار المتذبذب وغير الثابت، إضافة إلى صعوبة إدخال المواد للريف الشمالي المحاصر.
وأضاف غسان قائلا: هناك ارتفاع ما بين 30 إلى 40 % هذا العام بأسعار القرطاسية، فمثلا يبدأ قلم الرصاص من 15 ويصل 30 ليرة، وسعر القلم الأزرق يتراوح ما بين (150-50 ليرة)، حسب نوعه وجودته، ودفتر 70 ورقة خرز، أو شريط بسعر يتراوح ما بين (140-120ليرة)، ودفتر 70 ورقة قياس كبير بسعر 170ليرة، ودفتر 140ورقة، غلافه كرتون، بسعر 350 ليرة، ودفتر 200 ورقة كبير شريط ومقسّم بـ700 ليرة سورية.
أما الحقائب المدرسية من النوع الوسط ،فقد تضاعف سعرها 100%، فالحقيبة التي كنّا نبيعها العام الماضي بـ750 ليرة، أصبح ثمنها الآن 1500 ليرة سورية، وكله حسب المهندس غسان.
ويقول أبو زهير، وهو أب 6 أطفال، وجميعهم بالمرحلة الابتدائية، باختصار، دفعت 50 ألف ليرة لتجهيز أطفالي للمدرسة، والألبسة والحقائب من النوع الرديء.
*شهر "النكبة"
افتتاح العام الدراسي الجديد هذا العام، جاء في شهر "المونة"، والذي يسمّى شعبيا بشهر "النكبة"، بالنسبة لرب الأسرة، كما جاء العام الدراسي قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك، وسط ارتفاع نسبة البطالة بين القادرين على العمل تصل لقرابة 70%، وهي أعلى نسبة بطالة بالعالم.
*أين دعم "المؤقتة"؟
خلال جولة "زمان الوصل"، الميدانية، في أحد أسواق القرطاسية بمدينة كفرلاها في الحولة، استوقفنا أحد الآباء قائلا: "في العامين الماضيين، كانت وزارة التربية بالحكومة المؤقتة، تقوم بالتعاون مع وحدة تنسيق الدعم، وقبل افتتاح العام الدراسي بأيام، بتوزيع قرطاسية وأقلام وحقائب مدرسية لـ 90% من طلاب ريف حمص الشمالي.
ولفت إلى أن هذا العمل، كان يرفع من معنويات الطالب والتلميذ، ويجعله يلتحق بمدرسته من أجل الحصول على الحقيبة المدرسية، وما تحتويه من أقلام ودفاتر.
وأضاف بأن هذا العمل، كان يخفف كثيرا من أعباء العاطلين، واستغرب الأب، الذي رفض الكشف عن اسمه، عدم قيام تربية "المؤقتة"، بتوزيع قرطاسية المدارس هذا العام.
بقي أن نشير، إلى أن قسما كبيرا من الأطفال، في بعض قرى وبلدات ريف حمص الشمالي، لم يلتحقوا بمدارسهم هذا العام، بسبب تدميرها من قبل النظام منذ أكثر من عامين، ولم تقم أي جهة بترميمها بسبب عدم توفر مواد البناء، واستمرارالنظام بالقصف المدفعي والصاروخي لمعظم مدارس الريف الشمالي، أو بسبب قيام الأطفال المتسربين من المدارس، والتي تصل نسبتهم إلى 25%، في بعض القرى، بمساعدة أهلهم بتأمين قوتهم اليومي عن طريق البيع بالأسواق على بسطات، أو جمع قطع البلاستيك من مكبّات القمامة، وبيعها لإعادة تصنيعها، أو استخدامها في عمليات الطبخ بالمنازل، بأعتبارها الوقود البديل للغاز، الذي اختفى من قسم كبير من بيوت المحاصرين بالريف الشمالي.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية