حصد موقع "الرقة تُذبح بصمت" مؤخرا جائزة لجنة حماية الصحفيين الدولية 2015 التي تُمنح سنوياً لمؤسسات إعلامية أو إعلاميين حول العالم تعرضوا لتهديدات بالقتل أو اعتداءات بدنية أو ملاحقات قضائية أو السجن أو العيش في المنفى خلال مسيرتهم المهنية.
وقال المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين "جويل سايمون" "خلال هذه الفترة الشديدة الخطورة للصحفيين، تحدى الفائزون بهذه الجائزة تهديدات من حكومات قمعية، وعصابات المخدرات، وتنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف أنهم سواء أكانت وسيلتهم المدونات أو وسائل الإعلام التقليدية أو رسم الكاريكاتير فإنهم "خاطروا بسلامتهم وحريتهم الشخصية كي يجلبوا لنا الأخبار".
"أبو محمد" أحد مؤسسي موقع "الرقة تُذبح بصمت" أكد أن الجائزة "تعني الكثير لفريق الموقع باعتبارهم شباناً سوريين ضحوا بالكثير ليصلوا".
وقال "لـ"زمان الوصل" إن "هذه الجائزة تمثل دافعاً للمضي في مسيرتنا وإكمال رسالتنا حتى زوال الأسد و"داعش" وصولاً إلى انتصار الثورة السورية".
وشكّل موقع "الرقة تُذبح بصمت" أحد أهم المصادر الإعلامية المستقلة من داخل هذه المدينة التي أعلنها تنظيم "الدولة" عاصمة له، وواصل هذا الموقع تغطيته الصحفية رغم ظروف الخطورة على حياة فريقه الإعلامي وهي ظروف صعبة جداً –كما يشرح أبو محمد –خصوصاً في الفترة الأخيرة وتركيز "الدولة" على عمل الموقع ومحاولة إيقافه بشتى الطرق حتى وصل الأمر إلى إعدام والد أحد أعضاء الفريق.
وأوضح محدثنا أن "نسبة الخطورة في عمل الفريق 100% خصوصاً أن من يتم الإمساك به سيتعرض للإعدام دون أي تأنٍ".
ويضيف أن "التحدي الأكبر في عمل "الرقة تُذبح بصمت" هو تجنب الخطأ إلى جانب تصرفات التنظيم مع عائلاتنا وتعرّضهم للمخاطر في كثير من الأحيان". عدا عن صعوبات التنقل من وإلى تركيا في حال أراد أحد أفراد الفريق الهروب خصوصاً مع الوضع الصعب على الحدود وهذه الصعوبات والتحديات أثرت على عمل الفريق– بحسب محدثنا.
وأردف أبو محمد أن "فريق الرقة تُذبح بصمت يحاول إبعاد أي شخص عن الخطر، حتى لو كان مدنياً لا يعمل مع الفريق، لكن المدة الزمنية التي عملنا بها وهي سنة ونصف تقريباً –كما يقول- "جعلتنا نتخطى تقريباً كل الصعوبات من خلال اكتساب الخبرة في التعامل مع "تنظيم الدولة وقبلها عندما كان النظام في الرقة".
ولدى سؤاله عن وجه المقارنة بين ظروف العمل في ظل هيمنة تنظيم "الدولة" وبين هيمنة النظام، أوضح الناشط أبو محمد أن نسبة الاختلاف ليست كبيرة بين الجانبين لأن التنظيم كما يقول يعتمد على نظام أمني مخيف، ويزرع الخوف في نفوس المدنيين ويعتمد -كما النظام- على بعض المدنيين لإيصال الأخبار له ويطلق عليهم اسم "مخلصين".
وحملت مجموعة "الرقة تُذبح بصمت" على عاتقها مهمة فضح النظام وجرائمه وانتهاكاته المرتكبة بحق أهالي الرقة وتوثيقها وتسليط الضوء عليها، -كما يوضح "أبو محمد"- لافتاً إلى أن "المجموعة لا زالت مستمرة بدورها تحت ظلم تنظيم داعش والنظام معاً، وهما يمارسان بحق أهلها الجرائم والانتهاكات بشكل دوري".
وأشار الناشط أبو محمد إلى أن "الحملة بدأت بعد ارتكاب التنظيم انتهاكات لحقوق الإنسان وانتهاجه لسياسة تكميم الأفواه وخنق الحريات في المدينة عبر ملاحقة نشطاء الداخل واعتقالهم، إضافة إلى الاعتقالات العشوائية وإرتكاب الكثير من جرائم القتل بحق المدنيين والناشطين على حدٍ سواء، علماً أن المجموعة اتسمت بطابعها المدني المستقل، وهي لا تتبع لأي جهة عسكرية وسياسية.
ويتم تمويل موقع "ويب" الخاص فيها فقط من قبل إحدى المنظمات غير الحكومية، أما باقي النفقات الأخرى، فيتم على حساب الفريق وبعض المشاريع سواء كانت مناشير ورقية أو حملات توعوية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية