أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد بتر قدمه.. قائد ميداني في حمص يتسكع على أرصفة الإهمال في الأردن

حمزة بعد الاصابة، والصورة أدناه مع اطفاله - زمان الوصل

كان "بسام حمزة" أحد الشبان الذين شاركوا في اعتصام الساعة بحمص في السنة الأولى من الثورة واعتقل 3 مرات، وعندما تحولت الثورة إلى التسلح باع محل الأدوات المنزلية الذي كان يعتاش منه، واشترى سلاحاً له ولإخوته الأربعة قبل أن يعيش شهور الحصار القاسية في حمص.

وتولى قيادة كتيبة "كعب الأحبار"، ليصاب في إحدى المعارك على جبهة "جورة الشياح" بطلقة متفجرة في قدمه اليسرى.

أبو حمزة فتح قلبه لـ"زمان الوصل" وقال إنه بقي في المشفى الميداني لمدة شهرين قبل أن يقرر الأطباء بتر قدمه من أعلى الركبة، بسبب عدم وجود معدات طبية لعلاجه، فلجأ إلى الأردن ليعاني من التجاهل واللامبالاة من الجهات الإغاثية التي يُفترض أن تهتم بالمصابين والجرحى.

وأضاف:"أتيت إلى الأردن وكلي أمل أن تتكفل بعلاجي هيئة حماية المدنيين التي كنت أعمل معها ولكنهم للأسف تخلوا عني وصرت نسياً منسياً وكأني لم أشارك في الثورة ولم أقدم لها شيئاً يُذكر".

يعيش بسام في حي "نزال" من ضواحي مدينة عمان بقدم واحدة لا تعينه على الحركة والعمل وهو متزوج وأب لخمسة أطفال"–كما يقول.

ويتساءل: ما ذنب أطفالي أن يروا الناس يسرحون ويمرحون ويؤمنون قوت عيالهم وأنا لا أستطيع أن أؤمن لهم أبسط متطلبات الحياة؟.


ويروي الشاب المصاب إنه عمل سائقاً لتكسي أجرة وحارساً لعمارات قيد الإنشاء، ولم يترك عملاً إلا ومارسه، ولكن دون فائدة، فأصحاب تلك الأعمال -كما يقول-"كانوا يتعاطفون مع حالتي ووضعي الصحي أياماً معدودة ولكنهم كانوا يعتذرون مني عن استمرار العمل قائلين لي "إنك لا تنفع أن تشتغل لدينا بسبب قدمك فنحن بحاجة لشخص دائم الحركة ومؤهل للعمل".

ورغم كل ماجرى له، إلا أن حمزة غير نادم على ما قدمه للثورة بل هو حزين -كما يقول– لأنه لم يعد قادراً على حمل السلاح وإكمال طريق الجهاد، ويتابع قائلاً: "لم يلمع اسمي في الثورة رغم أني كنت قائداً ميدانياً لإحدى كتائب الجيش الحر، ولم يكن عندي بيانات خلّبية، ولا استلمت جبهات وهمية، وأتيح له -كما يؤكد- أن يقبض أموالاً طائلة مقابل الإفراج عن أسرى من الشبيحة، ولكنه كما يقول كان يرفض المساومة على دم الشهداء".

ويردف:"نقطة دم طفل استشهد تساوي لدي أموال الدنيا"، ويستدرك محدثنا بنبرة حادة: "لا أريد أن أكون مثل بعض القادة الذين صاروا من أصحاب الملايين، ولا أن أكون من ملاّك المكاتب التجارية والمطاعم كما غيري ممن ترك الثورة ولا مثل مسؤول رواتب هيئة حماية المدنيين المدعو (ا.ب. ش)، الذي سرق ونهب أموال الجرحى ونساء الشهداء وهرب خارج حمص، ولكنني أحلم أن أعيش وأبنائي كما يعيش الآخرون".

ولفت الشاب المصاب إلى أن "هناك مساعدات وداعمون وكفالات لمصابي الثورة السورية في الأردن ولكن أغلبها –كما يؤكد- تأتي عن طريق المحسوبيات والاعتبارات الأخرى التي من المخجل الحديث عنها"، مشيراً إلى أن "وسطاء وسماسرة يصورون الجرحى والمصابين ويشحذون عليهم التبرعات والإعانات ولا يصل منها شيء إلى المحتاجين".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(90)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي