أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لبنان.. لاجئون يدفعون ثمن مبيتهم بالعراء و"ما حدا على راسو خيمة"

للخيام نوعان في مخيمات عرسال منها القماشي بمساحة أقل من 18م2، والخيمة الخشبية تتجاوز 30م - زمان الوصل - خاص

لم تجد "أم نضال" اللاجئة من منطقة القصير ما تفاخر به أمام صديقاتها اللاجئات غير صورة ابنها "الشهيد مرهف"، وهي التي لم تعد تمتلك من مقومات المفاخرة شيئآ، لا أحواض ريحانها، ولا أدوات مطبخها، ولا خزانة ثياب أطفالها، ولا حتى مصاغها الذهبي المتواضع.

لقد تركت كل ذلك في منزلها الذي سوّاه بالأرض أول برميل متفجر سقط على "القصير"، من طيران النظام، وجاءت لتسكن هنا في أحد مخيمات "عرسال" في (وادي أرنب).

* من سقف الوطن إلى خيمة بلا سقف
بين جبلين انتصبت خيمة مشرعة ذاتها للسماء، لا ربيع الثورات العربية سيكون لها سقفا، ولا شتاء "عرسال" القارص سيكون لها بابا.

خيمة مع وقف التنفيذ، مدفوعة الأجر والأجرة، لا شيء فيها يحمي من وحشة البارد القادم، وقسوة الكانونين الأول والثاني، غير صدى أغنية تردده حفيدة أم نضال "إنا عائدون"، وبقايا لصورة شهيد معلقة على جدار خيمة يدفع أجرتها مرتين، مرة من دمه، ومرة من قوت أمه العجوز.

برفقة ابن بلدتها "أحمد شحادة أبو عبدو"، توجهنا إلى مخيم (الرحمة)، وزرنا "أم نضال" في خيمتها، لا لنقدم لها العزاء، أو نبارك لها بشهادة ولدها، بل لنشاهد تلك "الآبدة" التي تدفع أجرتها كل شهر، وذلك الصرح السياحي والحضاري الذي يأخذ نصف ماتملك كأجرة شهرية، تحت طائلة الطرد منه والعيش في الشارع.

خيمة أم نضال كغيرها من مئات الخيام في عرسال والتي يدفع أصحابها أجرة الأرض.

* "فوق الموتة عصة قبر"
للخيام نوعان في مخيمات عرسال منها القماشي بمساحة أقل من 18م2، والخيمة الخشبية تتجاوز 30م2، يسكنها في الأحوال العادية عائلة واحدة، رغم وجود الكثير من الخيام الخشبية والقماشية التي تقطن الواحدة منها أكثر من عائلة، كأن توجد عائلة مؤلفة من أب وأم مع ابنهما وأحفادهما، وهناك نماذج كثيرة من ذلك.

لاجئ سوري آخر يشرح آلية دفع أجرة الخيمة، فيقول "ماهر بيرقدار" ابن حي "باباعمرو" الشهير في حمص لـ"زمان الوصل" إن هناك 10 مخيمات في "عرسال" يدفع أصحابها أجرة الأرض التي تقام عليها الخيمة.

وأضاف أن صاحب الخيمة، أي الذي يسكنها، هو من يتوجب عليه أن يدفع أجرة الخيمة كل شهر لصاحب الأرض، وغالبا ما يكون أهالي بلدة "عرسال".

وتختلف الأجرة من مالك أرض لآخر.

وأضاف "بيرقدار" بأن أجرة الخيمة تتراوح بين 20 و30 ألف ليرة لبنانية شهريا للخيمة الواحدة، حسب مساحتها وموقعها ونوعها بين 18 و20 دولارا.

"حسن جمعة" يسكن في نفس المخيم أكد أن على اللاجئ أن يتكفل، أيضا، بثمن الخيمة ومستلزماتها من أخشاب وإسمنت وحجارة وغيرها، والتي تساوي ما مقداره بين 250 و300 دولار.

إلا أن "عصة القبر" بالنسبة للاجئ لجهة الالتزام بدفع أجرة الخيمة وتأمين مستلزماتها قد لا تجعله بمأمن واستقرار، إذا يخبرنا "معتز خانكان" -لاجئ سوري أيضا- بأن بعض مالكي الأرض التي يقيم عليها السوريون في "عرسال" طردوا سكانا من المخيم من أرضهم دون إنذار مسبق، قبل أن يؤمّنوا لهم أرضا بديلة، رغم أنهم يدفعون ما عليهم من مستحقات مادية، ويتقيدون بآداب البلدة ويراعون وضعها الأمني الحساس.

وأضاف "معتز" لـ"زمان الوصل" أن عملية الطرد هذه تمت في أكثر من مخيم وذلك لأسباب مزاجية صرفة من قبل مالك الأرض، وامتنع عن ذكر أسماء تلك المخيمات حرصآ على سلامته.

عبد الحفيظ الحولاني - عرسال -زمان الوصل
(106)    هل أعجبتك المقالة (113)

حسين عبدالله

2015-09-13

أعان الله السوريين...حتى أنت يا خيمة..حتى أنت يا عرسال.


حسين عبدالله

2015-09-13

أعان الله السوريين...حتى أنت يا خيمة..حتى أنت يا عرسال.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي