أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"تجمع ثوار سوريا".. نوثق "الشهداء" بحيادية انطلاقاً من واجبنا المهني

دوما - ناشطون

بدأ "تجمع ثوار سوريا" أو ما كان يُعرف بتجمع أنصار الثورة بالتوثيق اليومي والشهري المفصل لأسماء شهداء سوريا منذ ستة أشهر.

واستطاع خلال هذه الفترة القصيرة نسبياً أن يوثق آلاف الشهداء بمصداقية ودقة تفتقر إليها الكثير من مراصد ومراكز التوثيق التي باتت "تنشر إحصائيات غير دقيقة عن شهداء الثورة من دون معطيات صحيحة، ودون أن يكون لها ناشطون على الأرض" -كما يقول المتحدث الإعلامي باسم "تجمع ثوار سوريا" "مالك الخولي".

الخولي في حديث لـ"زمان الوصل" قال إن "هذه الإحصائيات -مع الأسف- أصبحت معتمدة من قبل بعض وسائل الإعلام رغم أخطائها المتكررة".

وأضاف: "هذا الأمر دفعنا إلى تولي مهمة توثيق شهدائنا بشكل محايد انطلاقاً من واجبنا المهني كناشطين في الثورة السورية، واعتماداً على ناشطينا المنتشرين في معظم المناطق السورية؛ وهذه نقطة قوة إضافية لنا تمنحنا المصداقية".

وحسب الخولي يقوم ناشطو "تجمع ثوار سوريا" بتدوين اسم الشهيد بعد التأكد من واقعة استشهاده؛ وسببها؛ ويعتمد التجمع من أجل الدقة إما على شهادة ناشطيه ومعاينتهم لواقعة الاستشهاد؛ أو وجود فيديو أو صورة توثق الحادثة.

ويتابع:"في حالات الشهداء مجهولي الهوية نوثق مكان وتاريخ الواقعة؛ ونحاول عبر المجتمع المحلي التعرف على الشهيد ما أمكن".

إلى جانب توثيق الحصيلة اليومية لشهداء الثورة يصدر تجمع ثوار سوريا احصائية الشهداء والمجازر بشكل شهري وفصلي أي بمعدل كل ثلاثة أشهر بالإضافة إلى تقارير متخصصة بشهداء المعتقلات تحت التعذيب والشهداء من الأطفال والشهيدات النساء.

كما تتضمن الإحصائية -حسب الخولي- تقارير عن شهداء قتلوا على يد التنظيمات الإرهابية؛ أوالفصائل الأخرى مثل الميليشيات الكردية؛ والشهداء المدنيين الذين يسقطون بضربات طيران التحالف الدولي.
ويتضمن التقرير الشهري- كذلك عدد الشهداء حسب الجهات الفاعلة وتوزع الشهداء حسب المناطق إضافة لكيفية الاستشهاد ومقارنة مع الشهر السابق.

ومن جانب آخر أوضح الخولي أن "منظمات حقوق الإنسان المهتمة بالشأن السوري تعتمد في تقاريرها على إحصائيات الناشطين السوريين عادة؛ لكننا -كما يقول- "نعيب عليها استسهالها في اختيار المصادر الموثوقة؛ وتوجهها للاعتماد على جهات لا تمتلك حقيقة ناشطين على الأرض".

ولدى سؤاله إن كانت هذه المنظمات تستفيد أو توظف إحصائيات التجمع أجاب الخولي:"نحن نعمل ونوثق خدمة للحقيقة ولشعبنا وتضحياته؛ ولا يهمنا كثيراً اعتمادهم لإحصائياتنا". 

وبخصوص تصورات "تجمع ثوار سوريا" في مجال تطوير العمل التوثيقي أشار محدثنا إلى أن "لدى التجمع الكثير من الأفكار والمشاريع المتعلقة بالتوثيق؛ مثل مشروع توثيق أسماء وحالات الإعاقة عند السوريين؛ وتوثيق ضحايا التهجير؛ وتوثيق حالات التهجير الطائفية أو العرقية؛ وغيرها الكثير من الأفكار.

وأوضح: "نقف عاجزين أمام تأمين مصادر تمويل لهذه المشاريع التي تحتاج دعماً لفرق الناشطين العاملين بهذا المجال". 

وكشف الخولي أن "لدى التجمع أفكار أخرى لتطوير عمله بحيث يشمل –كما قال- "توثيق الشهداء الذين يموتون غرقاً في البحار أو وهم في طريقهم يبحثون عن بلد آمن يلجؤون إليه ولكن نواجه صعوبات بسبب تكتم الأهالي؛ ولأن رحلات الموت هذه تتم بسرية كبيرة؛ وكذلك الأمر بخصوص توثيق الجرحى والمصابين والمفصولين من وظائفهم بسبب دعمهم للثورة؛ وحالات الاعتقال إضافة لتوثيق يوميات الحصار وحالات النزوح داخل سوريا".

ولكي لا يكون الشهداء مجرد أرقام، أو لوائح مكتوبة يسعى "تجمع ثوار سوريا" -حسب الناشط الخولي- لاجتراح أفكار وأنشطة لتسليط الضوء على قضية الشهداء باعتبارها قضية إنسانية قبل أن تكون قضية حقوقية".

وتابع:"نشعر بتقصير كبير لضعف إمكانياتنا في هذا المجال؛ ونستعيض عن تقصيرنا هذا بنشر قصص عن الشهداء وحياتهم؛ ونقوم عندما نستطيع بإطلاق حملة للتضامن من قبل ناشطينا مع عائلات الشهداء والتذكير بهم إعلامياً واجتماعياً".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(88)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي