أدت العاصفة الغبارية، التي ضربت المنطقة الوسطى من سوريا، إلى تعرض المئات من الأشخاص، لضيق في التنفس، حيث تم نقلهم إلى المراكز الصحية، وأجريت لهم الإسعافات الأولية، وعلق لهم الأوكسجين، واستعان مواطنون كثيرون بكمامات قماشية أثناء سيرهم في الشوارع.
وعلمت "زمان الوصل"، أن النقاط الطبية والمشافي الميدانية، بمدن وبلدات ريف حمص الشمالي، استقبلت يوم أمس نحو 600 حالة ضيق تنفس، معظمهم من الأطفال وكبار السن.
وذكر الناشط الميداني أبو النور من منطقة الحولة لـ"زمان الوصل" أن موجة الغبار النادرة الحدوث، التي تسببت بحجب الرؤية أجبرت أهالي المنطقة من بلدات "طلف" إلى "عقرب" ، وصولا إلى "تلذهب" و"كفرلاها" و"تلدو" ومحيطها، الالتزام بمنازلهم، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، محاولين تفادي دخول الغبار، الذي يغطي أجواء المنطقة إلى منازلهم.
ووصف أبو النور العاصفة بالأمر غير المسبوق، مؤكدا أن المشافي الميدانية بمنطقة الحولة، استقبلت طوال اليوم (الاثنين )حوالي 200 حالة ضيق تنفس، مظمهم من الأطفال، والعجزة، ومرضى الجهاز التنفسي، في ظل عدم توفر الإمكانات الطبية اللازمة في الريف الشمالي والشمالي الغربي، نتيجة الحصار المفروض على المتطقة من قبل النظام.

الفائدة الوحيدة لعاصفة الغبار -حسب سكان محليين- هي شل حركة طيران النظام، وآلته التدمرية، حيث لم تسجّل خلال اليوم أي طلعة لطيران النظام في الريف الشمالي.
وفي الرستن لم يختلف الوضع عن الحولة، حيث ساد المدينة جو سديمي مع شبه انعدام للرؤية يوم أمس نتيجة عواصف الغبار التي اجتاحت حمص وريفها.
واستقبل المشفى الميداني في مدينة الرستن عدداً كبيراً من حالات الاختناق بمختلف الأنواع –كما يقول الدكتور "يحيى الرستناوي" لـ"زمان الوصل" منها الخفيفة والمتوسطة والشديدة مع زيادة نوبات الربو القصبي وضيق شديد في التنفس".
وأشار الدكتور الرستناوي إلى أن "عدد الحالات الإجمالي بلغ 400 حالة بجميع الأعمار ذكوراً وإناثاً.
وأصدر "المشفى الميداني في مدينة الرستن" تعميماً للمواطنين بسبب الظروف المناخية السائدة وموجة الغبار الكثيف التي تغطي المنطقة.
وأوصى التعميم الأهالي بعدم السماح للأطفال بالخروج من المنازل وعدم خروج الكبار والمسنين الذين يعانون من مشاكل حسية في الصدر أو أمراض قلبية وارتداء الكمامات داخل البيوت وإغلاق الأبواب والنوافذ بشكل محكم من خلال استخدام أقمشة رطبة لامتصاص الغبار المنتشر في المنازل كما أوصى التعميم بالتزام الدواء الوقائي من قبل مرضى الجهاز التنفسي المزمن واستخدام قطعة قماش مبللة بالماء في حال عدم توفر الكمامات.

وكانت عاصفة رملية مفاجئة محملة بالغبار قد ضربت أمس الاثنين، مناطق متفرقة في شمال سوريا، كحلب وإدلب ودير الزور والحسكة والرقة ووصلت إلى مدن وسط وغرب سوريا كحمص وحماه واللاذقية، كما امتدت للمناطق الجنوبية.
ورجّح خبراء في المناخ أن يكون "مصدر هذه العاصفة الغبارية التي تشهدها المحافظات السورية الأراضي العراقية نتيجة تعمق المنخفض السطحي أواسط العراق والأجزاء الشرقية من سوريا، إضافة إلى منخفض علوي ما أدى لإثارة الغبار في تلك المناطق وتحركها مع التيارات السطحية الجنوبية الشرقية باتجاه البلاد، حيث تسببت بانعدام الرؤية الأفقية خلال ساعات الصباح في المنطقة الشرقية والجزيرة والأجزاء الشمالية والوسطى من سوريا".
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية