أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رغم مشهد اغتصاب الروح..وافد أبو ترابة حر وحر وحر

صورة وافد أبو ترابة وهو يدلي باعترافات ـمكرهاًـ هي جزء من اغتصاب أرواحنا - زمان الوصل

إذا كانت المروءة والكرم والشجاعة والشهامة شيم يتفاخر بها أبناء السويداء، فإن المعارض "وافد أبو ترابة" مزيج من تلك المناقب التي تتنافى مع ما يطلبه الموالون ونظام مخابراتي واجه إعلامه بالشتيمة كل شيمة تعاكس مفاسد طالما جهد لنشرها في المجتمع مستثمرا في كل أنواع الاختلاف ليزرع الخلاف.
إلى غير مكانه أوفد وافد أبو ترابة ضيفا كريما على موائد إعلام اللئام الذي حافظ على مواقفه "المبدئية والثابتة" بالبغي والدجل والتزييف والفبركة والخداع الرخيص دون أدنى جهد في محاولة الإقناع بالحدود الدنيا.

ملامح وجهه فضحت جلاديه، فلم يتقن وافد وفادة كاميرا اغتصاب الروح وهو أمامها بعد إجباره خلفها على حفظ دور سبق للسوريين أن حفظوه عن ظهر قلب بعد تكراره في مسرحيات سابقة صارت عناوين ورموزا للثورة السورية بدءا من حمزة الخطيب وليس انتهاء بـ"زينب الحصني".

لأسرة ميسورة الحال مشهود بطيبها وكرم أخلاقها، ولد أبو ترابة، والده من تجار السويداء الكدادين على رزق الحلال، وأخوه الأكبر عادل أبو ترابة دكتور قي قسم الهندسة الجيولوجية بإحدى جامعات فرنسا، غادر سوريا قسرا منذ الثمانينات على أيام الدكتاتور الأكبر حافظ الأسد ويقي خارجها 25 عاما ومن ثم استطاع العودة بعد أحداث العراق في 2003.

أما أبناء أخويه وهما أيسر وفراس فهما طبيبان ميدانيان تفانيا بإنقاذ الجرحى ومدواتهم أيام الحرب الأمريكية على العراق ورفضا مغادرة بغداد، إلا أن غادرها أهلها.

فكيف لا يسيء النظام وإعلامه ومخابراته إلى رجل آثر على نفسه إغاثة جيرانه من أبناء درعا المنكوبين بداية الثورة، في مشهد يعتبر الأكثر مقتا لدى تابعي الأسد.

عانت أسرة أبو ترابة ما عانته بسبب مواقفها الوطنية فقد كانت زياراتهم للمراكز الأمنية ومنذ أيام حافظ الأسد دورية كل ست شهور.

أما وافد أبو ترابة، فقد التحق بركب الثورة السورية بعد بدايتها بأشهر قليلة وأغلق محاله التجارية وتفرغ للعمل بإغاثة منكوبي درعا، وبداية كان عمله الإغاثي على حسابه الشخصي ومن ثم تطوع في الجيش الحر للدفاع عن أرضه وعرضه وكان الصديق المقرب من الشهيد خلدون زين الدين.

أُصيب وافد في معركة ضهر الجبل وسال دمه لساعات فوق الثلج قبل أن يتم إنقاذه، ويتوجه بعد ذلك للإقامة في الأردن مع أفراد كتيبة "سلطان باشا الأطرش".

عُرف وافد أبو ترابة بشجاعة وإقدام لا مثيل لهما، هناك ما يزيد عن 200 رجل في مضافة والده (83 عاما) الكائنة على طريق ضهر الجبل ينتخون عنده للأخذ بالثأر.

"رجال الكرامة" يطالبون بتخليص أحد رموزهم من مخابرات النظام، ويمهلونه يومين في مظاهرة تشييع زعيمهم الذي قضى غدرا بالأسلوب نفسه الذي أنهى حياة كمال جنبلاط ورفيق الحريري وجبران تويني وغسان قصير وغيرهم.

لا نجد مسكا في ختام الحديث عن كريم السويداء أكثر مما قاله جاره ابن مدينة درعا الصحفي "علي عيد": "صورة وافد أبو ترابة وهو يدلي باعترافات ـمكرهاًـ هي جزء من اغتصاب أرواحنا على يد هذه العصابة ... وافد أبو ترابة .. كم أرى فيك صورة أخوتي وأبناء عمومتي ... ليس كثيراً أن ننتصر لك .. ليس كثيراً أن يحررك رجال الكرامة..الوافد أبو ترابة ليس أبو عدس ... الوافد أبو ترابة رجل ملء السمع والبصر .. ربما أخطأ البعض التعبير أو أسأنا الفهم".

السويداء - زمان الوصل
(145)    هل أعجبتك المقالة (166)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي