أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حرس الحدود المصري يضيف الطفلة "صفا" إلى قائمة ضحايا البحر السوريين

رفض أهل الطفلة التحدث عن ظروف وفاتها - وكالات

لم يكن يدور في خلد الطفلة السورية "صفا ابراهيم حسن" أن تلقى حتفها برصاصة من قوات حرس الحدود المصرية، وهي التي هربت مع عائلتها من رصاص جيش النظام في حلب، لكن تلك الرصاصة الغادرة وضعت حدا لحياة الطفلة أثناء فرارها إلى أوروبا في وسط البحر لتموت قنصاً بعد أن مات مئات السوريين بكل وسائل الموت الممكنة غرقاً وحرقاً وخنقاً.

حادث وفاة الطفلة ذات السنوات الثماني مر في ظل صمت وتجاهل وسائل الإعلام المصرية التي اكتفت بخبر مقتضب عن مقتل الطفلة على متن قارب خارج المياه الإقليمية المصرية بالقرب من مدينة برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ.

وحمّل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الشهير السلطات المصرية مسؤولية ما جرى للطفلة في تقرير له بعنوان "دم الطفلة صفا في رقبة مصر.. مصر تقمع المهاجرين غير الشرعيين".

وأفاد مسؤول التوثيق بـ"المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" في الاسكندرية "محمد الكاشف" نقلاً عن شهود عيان احتجزتهم السلطات المصرية بعد مقتل الطفلة السورية بأنه "لم يكن هناك تبادل إطلاق نار، إنما بادرت قوات خفر السواحل إلى إطلاق النار على المهاجرين".

وأكد الكاشف للموقع المذكور أن "قوات الحرس المصرية أطلقت طلقات تحذيرية، قبل أن تطلق الرصاصة التي قتلت الطفلة صفا، مرجحا أن تكون لقيت حتفها نتيجة إصابتها في المعدة.

كما أوردت وسائل الإعلام المصرية إصابة سوريين كانا على متن القارب، هما: "محمد غيبة جمال"، 19 عاماً الذي أصيب بطلق ناري في الكتف الأيمن، و"محمد أبو هجرة"، 30 عاماً الذي أصيب بطلق ناري في ساقه الأيمن.

بدوره أكد محام سوري، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"زمان الوصل" أن والد الطفلة الذي تم احتجازه لأسبوع بعد وفاة طفلته رفض أن يعطي أي معلومات عما جرى، وحتى الإفصاح عن اسمه أو اسمها.

وتابع المحامي المذكور: "تحدثت مع المحامي هيثم المالح وكنا بصدد التواصل مع المفوضية العليا للاجئين وتحريك دعوة جنائية، ولكننا اصطدمنا بعدم موافقة الأب على أي إجراء خوفاً، من انتقام السلطات المصرية منه كما يبدو.

وكشف محدثنا أن "عائلة الطفلة وهي من حلب خرجت حوالي الساعة السابعة والنصف مساء أي وقت الغروب كي لا يثيروا الانتباه، وكان في المركب -كما يقول- حوالي 30 شخصاً فأطلق حرس الحدود النار عليهم أثناء تبديل القارب الذي كانوا يستقلونه بقارب أكبر كان ينتظرهم خارج المياه الإقليمية، فأصيبت الطفلة وظلت تنزف لمدة ساعتين بين يدي والدها –كما يؤكد محدثنا-جاء خفر السواحل فقبض عليهم، وأخذ جثة الطفلة التي لفظت أنفاسها الأخيرة على القارب لوضعها في براد أحد المستشفيات.

المحامي المذكور أشار إلى "السلطات المصرية اعتقلت كل الأشخاص الذين كانوا على متن المركب بما فيهم عائلة الطفلة المقتولة وظلوا لأسبوع قبل أن يُفرج عنهم".

ويضيف محدثنا أن "والد الطفلة رفض اتخاذ أي إجراء قانوني وتم طي ملف القضية التي تدين الجيش المصري".

ويردف المحامي أن هذه "ليست الحالة الأولى التي يحصل فيها إطلاق نار على اللاجئين السوريين أثناء خروجهم من مصر في المياه الإقليمية، ففي العام الماضي، لقي المهاجر السوري "عرابي محمود عبد القادر" مصرعه بعد إطلاق النار عليه من قبل خفر السواحل أثناء تسلله عبر الحدود المصرية عن طريق شاطئ أبو قير بالإسكندرية هو و18 لاجئا سوريا آخرين. 

ووثقت منظمة العفو الدولية حادثة أخرى في 17 سبتمبر 2013، لقي "عمر ديلول" و"فدوى طه"، السوريان من أصل فلسطيني، حتفهما إثر إطلاق خفر السواحل المصرية النار على قارب متهالك يحاول الخروج من المياه الإقليمية. كما تم احتجاز 6 لاجئين سوريين في قسم ترحيلات مرسى مطروح بسب طريقة دخولهم غير الشرعية قبل أن يتم الإفراج عنهم فيما بعد.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(104)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي