هاجمت طوابير حزب الاتحاد الديمقراطي العسكرية، ثلاثة قرى في منطقة جبل عبد العزيز بريف الحسكة الغربي، أول أمس الاثنين في حين قتل عدد من عناصرها في هجوم لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في ذات المنطقة.
وأفاد الناشط عبد الله العبد لله، مسؤول اتحاد شباب الحسكة في منطقة جبل عبد العزيز، بأن مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي هاجموا السكان في قرى "تل مبطوح، خربة الزرع، وتل المغر"، واعتدوا على بعضهم بالضرب، ثم بدأت بمصادرة كل ما تصادف من قطعان الماشية، في القرى الثلاث.
وقال الناشط لـ"زمان الوصل" إن "أحد أصحاب قطعان الأغنام، يدعى بشير المرومة، اعترض على سرقة عناصر الحزب لأغنامه، فأوسعوه ضربا بالعصي والبنادق، ثم قطعوا أذنيه، وذلك في قرية "تل مبطوح" الأثرية الواقعة على بعد 37 كم غرب مدينة "الحسكة" و8 كم شمال جبل "عبد العزيز".
وأضاف العبد الله، أن مسلحي الحزب استولوا على ثلاث سيارات لتجار الماشية من عائلة الخيّاطة في قرية العامرية جنوب مدينة رأس العين، كما استولوا على منازلهم وطردوهم من القرية، ضمن حملة تدقيق شنها الحزب ضد كل من سبق وعارض النظام خلال السنوات الماضية.
وحسب الناشط، جاءت هذه الاعتداءات الجديدة لعناصر الحزب، الذين يسيطرون على المنطقة، بعد هجمات متكررة لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، على مواقع وحواجز حزب الاتحاد الديمقراطي قرب برج الإذاعة وقلعة سكرة الأثرية على قمم جبل عبد العزيز.
وذكرت مواقع تابعة لحزب الاتحاد، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" شنّ هجوماً على مواقع الحزب في سفوح جبل عبد العزيز فجر الاثنين، ما أوقع قتلى وجرحى، قبل أن ينسحب عناصر التنظيم بعد اشتباكات قصيرة الأمد.
من جهته، الصحفي عبد العزيز خليفة، قال في حديث لـ"زمان الوصل" إن "مجموعات من الطوابير المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، دمّر قرية الريحانية الواقعة على طريق حلب -تل تمر جنوب مدينة رأس العين، ،ضمن سياسية ممنهجة يتبعها الحزب، الذي يمثل حزب العمال الكردستاني (PKK) التركي في سوريا، تشابه سياسة قوات الأسد، حين يقصف مدينة دوما بعشرات الغارات ويقتل مئات المدنيين في سبيل إيصال رسالة، للفصائل العسكرية التي ترفع السلاح ضده وتتعاطف مع الشعب السوري، فيدفع المدنيون ثمن ما لم تجنه أيديهم.
وأضاف الخليفة: "تقدم طوابير مسلحي الحزب على تدمير أي قرية في المنطقة، في حال تعرضوا لهجوم قربها أو قتل أحد عناصرهم على إحدى الطرق المؤدية إليها، فيدفع السكان فاتورة الحرب بين التنظيم والحزب، رغم عجزهم عن منع الطرفين من دخول قراهم".
وتابع إن "طيران التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" قصف قرية الريحانية، فدمر فيها منزلاً واحدا، وبعد سيطرة مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي على القرية بدأ بتجريف المنازل على مدار الأسبوع الماضي، ولم يُبقِ فيها سوى 5 منازل منتصبة من أصل 70 منزلاً، وكذلك فعلوا في قرى أخرى قريبة تسكنها عشائر قبيلة البكارة العربية، بالإضافة لقرية "عصفور عدوان"، التي ينتسب سكانها لقبيلة عدوان"، مشيراً إلى أن "سكان القريتين نزح معظمهم إلى محافظة دير الزور وتركيا مع دخول عناصر الحزب إليها، ولم يرجع منهم سوى بعض كبار السن من الرجال والنساء، إضافة للأطفال الصغار يحاولون التمسك بقراهم".
وأوضح الصحفي "إن الشباب فرّوا من المنطقة، خوفاً من الاعتقال أو التجنيد للقتال، كما نقل الناس بناتهم إلى مناطق بعيدة خشية الخطف بغرض التجنيد، واتقاء الخضوع لقرارات الحزب، التي يرونها مخالفة لأعرافهم العشائرية، ما جعل المنطقة شبه خالية من الشباب".
وسيطر مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بمساندة طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، في أيار/مايو الماضي، على منطقة جبل عبد العزيز التي تسكنها عشائر قبيلة "البكارة" العربية غرب الحسكة، وذلك بعد معارك مع عناصر تنظيم "الدولة" أدت إلى تدمير عدد كبير من القرى وتشريد آلاف السكان.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية