"أنقذوا برلين" بهذه العبارة علّق طبيب يعمل في المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية على رسالة جاءته من السفارة الألمانية تتساءل عن اسم طفلة شقراء ذات ملامح أوروبية ظهرت في أحد الفيديوهات التي نشرها المكتب المذكور عن سوء تغذية اﻷطفال، ليتضح أن هذه السفارة تبحث عن "العرق" الصافي في الغوطة الشرقية.
وروى الطبيب "ماجد أبو علي" على صفحته الشخصية إن رسالة السفارة أرسلت إلى بريد المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية عن احتياج السفارة الألمانية في بيروت للتواصل عبر الهاتف، وأضاف الطبيب أبوعلي: "أرسلت لهم رقمي الهاتفي وخاطبني شخص بطريقة رسمية مهذبة يستفسر عن أحد الفيديوهات التي نشرها المكتب عن سوء تغذية اﻷطفال" ولأن الطبيب المذكور اعتاد –كما يقول- أن يشرح ظروف الغوطة وأحوالها وأمراضها وأعراضها واحتياجاتها للسفارات والإعلام بدأ يسرد للموظف الحالات ونسبتها وأسبابها ومحور اهتمامه وهو "سوء التغذية" ففوجىء –كما يضيف– أن الموظف يسأله عن اسم الطفلة ومكانها وبدأت الأفكار تجول في رأسه عن خلفية السؤال:"هل يريدون رعاية الطفلة وعائلتها مع أنه أكد لهم –كما قال- وجود الكثير من الحالات المشابهة، وأنها ليست حالة فردية فقط".
واتفق الطبيب مع الموظف على أن يقوم بالبحث عن الطفلة طالباً منه رابط الفيديو المعني منهم ليسهل عليه البحث، وبالفعل سرعان ما اكتشف الطبيب أن الفيديو من مشفى المرج وكلّم -كما يقول- الدكتور أنس من المرج ليصل على المعلومات قائلاً له: "إن لم نستفد من الاتصال مع السفارة اﻷلمانية بمساعدة لمعالجة أسباب سوء التغذية فلنستفد بمساعدة الطفلة نفسها في حال كان اهتمامهم على طريقة الطبقة المخملية التي تساعد في بعض الحالات إرضاء لضمائرهم ولسد فراغهم العاطفي".
ويتابع الطبيب أبو علي سارداً ما حصل: "بعد حصولي على المعلومات اتصلت مع السفارة وأعطيتهم معلومات الطفلة، وأخبرتهم أن من الممكن إيصال تبرع لها".
ويضيف الطبيب:"حينها بدأت أسئلة السفارة تختلف وشعرت أن المترجم يخفي شيئاً ما، فطلبت التحدث بالإنكليزية لأكتشف أن السفارة ظنت أن الطفلة ذات الثلاث سنوات الشقراء التي تهذي بكلمات غير مفهومة نظراً لمرضها تتحدث اﻷلمانية".
ويعقّب الطبيب المذكور:"السفارة تبحث عن العرق اﻷلماني الصافي خوفاً من أن يكون قد تضرّر بأحداث سوريا".
وتابع الطبيب أبو علي بنبرة مؤثرة: "أول ما خطر ببالي، كيف أواجه أنس بأن السفارة التي اهتمت بمريضته لا يهمها إن مات في مشفاه آلاف الأطفال طالما لا يتقنون اﻷلمانية، وإنما ظنت الطفلة من رعاياها".
وخاطب الطبيب المصدوم من أسماهم "أعزاءه" في السفارات الألمانية في كل بقاع اﻷرض و العزيزة ميركل -المستشارة الألمانية- بأن "أهل عربين يتميزون بأنهم شقر في أغلبهم، علكم تجدون لهم أصولاً ألمانية، فصواريخ وطائرات اﻷسد تقصفهم منذ أيام بكثافة عالية".
وتوجه الطبيب إلى أصدقائه في الزبداني: "أتمنى أن تعلموا أطفالكم اﻷلمانية علّكم تجدون معترضاً على براميل اﻷسد، وإن كنت لا أظن أن ألمانيا التي سكتت عن تزويد الأسد بالسلاح الكيماوي من شركات ألمانية ستتحرك إلا لنجدة برلين".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية