في الذكرى الثانية لمجزرة الكيماوي.. انطلاق حملات إعلامية على مستوى العالم لحشد الرأي العام

مدينة زملكا - ناشطون

أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدة حملات إعلامية إحياء للذكرى الثانية لمجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام في غوطتي دمشق الشرقية والغربية في صباح يوم الأربعاء 21 من شهر آب/أغسطس لعام 2013، حيث راح ضحيتها أكثر من 1500 من الأبرياء جراء استنشاقهم الغازات السامة المحرمة دوليا.

الحملات الإعلامية تضمنت أسماء ووسوما مختلفة ناطقة بخمس لغات إضافة إلى العربية وهي (الإنكليزية، الفرنسية، التركية، الألمانية، الإسبانية) منها "استنشاق الكيماوي" و "بشار الكيماوي".

وطالب أنصار هذه الحملة بإطلاق هذه الصفة كاسم جديد لرئيس النظام، كما أطلق آخرون وسم "حاسبوا الأسد" على جرائمه بحق السوريين، إضافة إلى إحياء واستئناف حملة "استنشاق الموت" التي أطلقت في العام الماضي بمناسبة الذكرى الأولى لهذه الجريمة، وجميع هذه الوسوم وغيرها تصب في ذات الهدف، كما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الوسوم "هاشتاغ" التي تتحدث عن هذه الذكرى. 

وفي الأثناء طالب الائتلاف السوري المعارض اعتماد وسم "استنشاق الكيماوي" كحملة رسمية في هذه المناسبة، ونشر الائتلاف عبر موقعه جملة تعريفية بهذا الخصوص ذكر فيها تجاهل النظام لقرارات الأمم المتحدة واستمراره في استخدام هذا السلاح المحرم دوليا ضد المدنيين، في ظل تقاعس دولي وصمت مطبق عن هذه الجرائم، مستدلا في ذلك على تقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت من خلاله 125 خرقاً حتى الآن لقرار مجلس الأمن 2118 من قبل قوات الأسد.

ودعى الائتلاف عبر موقعه الإلكتروني إلى القيام باعتصامات في عدد من العواصم الغربية لإحياء الذكرى الثانية للمجزرة الكيماوية وللتضامن مع أهالي دوما والغوطة الشرقية، وذلك بسبب ما يتعرضون له من حملات إبادة.

وبالمقابل بدأت شبكات ومواقع إعلامية بإنتاج الأفلام الوثائقية والصور و"بوسترات" توثق جريمة النظام في استخدام الغازات السامة، استعدادا لإطلاقها اليوم مع حلول ذكرى المجزرة.

كما دعا نشطاء حقوقيون إلى تنفيذ وقفات احتجاجية في عدد من بلدان العالم للفت أنظار الرأي العام الدولي إلى ما يعانيه السوريون من اضطهاد وقتل بشتى السبل على يد قوات النظام، دون أي رادع من المجتمع الدولي.

وقال "محمد رجب" أحد منظمي هذه الحملات إنهم جمعوا عشرات الرسائل والشهادات الموثقة من أهالي الضحايا وهم على استعداد لإرسالها إلى مختلف الهيئات الدولية والحقوقية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية، كما أعدوا تقارير مصورة ومكتوبة بعدة لغات تمهيدا لنشرها في الصحافة الغربية، مؤكدا تواصلهم مع عدد كبير من وسائل الإعلام لهذا الهدف.

ودعا "رجب" جميع اللاجئين السوريين في بلاد المهجر وبالأخص أوروبا إلى تنفيذ وقفات احتجاجية ورفع اللافتات والصور في الشوارع بهدف إيصال "صوت المكلومين في الداخل وتعريف المواطنين الغربيين بمعاناة شعبنا، وعدم ترك المجرم ينفذ دون عقاب".

وقبل حلول موعد انطلاق الحملة الإعلامية، شهد مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص "تويتر" نشاطا مكثفا، حيث نشر أكثر من 90 مليون تغريدة تتضمن "هاشتاغ" الحملة إضافة إلى عشرات آلاف المشاركات خلال ساعات، وذلك حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

من جهة أخرى تستعد مدينة معضمية الشام لإحياء ذكرى الكيماوي، حيث باشر المكتب الإعلامي وجمع من نشطاء المدينة بالكتابة على الجدران والشوارع ونشر ملصقات وتوزيعها على الناس، وقال "محمد نور" أحد منظمي هذه الحملة أنهم أنهوا الجزء الأكبر منها وكان عملهم في إطار الجهد الفردي، وأضاف بأنهم جمعوا شهادات ممن عايش المجزرة في مدينتهم وقاموا بتوثيقها على شكل تقارير وأفلام وثائقية استعدادا لنشرها عبر وسائل الإعلام.

كما شهدت عدة مدن وبلدات في الغوطة الشرقية نشاطات تصب في نفس المسار من طلاء للجدران وتجهيز عدد من الأماكن لعرض أفلام وثائقية إحياء لهذه الذكرى، إلا أن النشاط في الغوطة هذه المرة لم يكن على نطاق واسع، وذلك نظرا للأوضاع الأمنية والمجازر اليومية بحق أبناء الغوطة على يد طيران النظام ومدفعيته، حسب إفادة الناشط معاذ الزملكاني.

ودعا القيمون على هذه الحملات جميع الإعلاميين والناشطين إلى المشاركة في هذه الحملة وتسليط الضوء على "جريمة العصر" وبقية جرائم النظام التي يرتكبها يوميا.

كما دعوا إلى "عاصفة من التغريدات" على موقع "تويتر" اليوم في تمام الساعة 8 مساء. 

وأكد مشرفو الحملة على أن الهدف الأساسي من كل هذه الأعمال هو عدم نسيان جريمة الكيماوي واستمرار السعي لإحراج المجتمع الدولي أمام شعوبهم حتى تتم ملاحقة الجناة ومحاسبتهم، و"عدم التفريط بحق أهالي الشهداء في القصاص من المجرمين".

دمشق - زمان الوصل
(226)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي