أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يحدث على الجبهات.. عشرات عناصر النظام قتلوا بعد موقف لايصدق

عدسة شاب غوطاني

روى أحد المقاتلين المرابطين على جبهات الغوطة لمراسل "زمان الوصل" موقفا ما يزال يحفر في ذاكرته، رغم مرور قرابة سنتين، ورغم كثرة المواقف التي مرت على هذا المقاتل، أسوة بغيره ممن يرون الموت كل لحظة.

وعاد المقاتل بذاكرته إلى أواخر عام 2013، حينما اقتحم مع فصيله "مدينة عدرا العمالية"، التي تعد بمثابة معقل لموالي النظام وضباط أمنه وجيشه، مستعرضا كيف نزل في ليلة مظلمة من إحدى الشقق التي اتخذوها مركزا للرباط والرصد، وباشر ما سماه "جولة تفقدية" مستطلعا محيط المكان.

ويواصل المقاتل: لم أسر سوى القليل، حتى وجدت نافذة لأحد البيوت الأرضية مطلة على الشارع، فممدت رأسي وبارودتي منها، وليتني ما فعلت، فقد أصابتني الصدمة لما رأيت جمعا كبيرا من جنود النظام يقدر بحوالي 70 شخصا، كانوا يجلسون وسط مكان شبه مظلم لم تكن تنيره سوى بضع شمعات.

ويتابع: ما إن رآني أحدهم حتى باغتني بسؤال: مين أنت؟، فرددت عليه بسؤال معاكس: أنت مين؟، فأعاد سؤاله، فكررت سؤالي، حتى أصابنا الاحتقان وأمسك كل منا بسبطانة بندقية الآخر، وهنا توجه الجندي إلى ضابطه قائلا: سيدي شوف مين هاد!، فاقترب الضابط مني، وضيق عينيه ووضع يديه فوقهما في محاولة لجعل رؤيته أوضح، ثم ما لبث أن صرخ كالمجنون: "ولك قرد شو عم تساوي هون، ي.. ربك (نطق بالكفر).. انقلع على نقطتك"، ففهمت أنا الضابط ظنني أحد عناصر الحرس، فغادرت مسرعا، وقد جف الدم في عروقي.

وعاد المقاتل إلى رفاقه وهو في حالة لاتصدق من الذهول، ليخبرهم بما حدث معه، ويدلهم على مكان اختباء جنود النظام، وسرعان ما كان هؤلاء بين قتيل وأسير.

ومع أن النتيجة كان خارج أي تصور بشري، حيث نجا المقاتل وقضي على جنود النظام، فإن محدثنا لا يزال يتذكر هذه القصة ويرويها في جو من الرهبة، ولايعرف إن كان سيمر بحادثة أكثر هولا، وهو يواصل الرباط على جبهات القتال ضد النظام.

غوطة دمشق - زمان الوصل
(91)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي