"راما الحموي" فتاة سورية في الثلاثين من عمرها تعيش بمدينة حماة رهينة المحبسين، ثقل الإصابة بمرض السرطان من جهة، وظروف الحرب التي تمنعها من الحصول على الدواء والعلاج بالجرعات الكيماوية للمرض الذي ابتليت به منذ سنوات من جهة أخرى.
مع بداية العام 2011 شعرت "راما" بأن سمعها في الأذن اليسرى بدأ يخف، ومع الوقت بدأت تشعر بألم فيها.
تقول راما لـ"زمان الوصل" إن أطباء الأذنية الذين راجعتهم كانوا يصفون لها الأدوية والمسكنات ولكنها لم تكن تتحسن، وبعد أشهر قليلة تطور وجع الأذن إلى وجع في الرأس وأصبح عصياً على الاستجابة للمسكنات.
وتضيف الشابة المصابة: "طلب دكتور الأذنية الذي كنت أتردد عليه صورة رنين مغناطيسي للرأس، وهنا كانت المفاجأة –كما تؤكد- إذ "تم اكتشاف ورم فوق سقف الحلق".
وتتابع راما: "تم تحويلي إلى دمشق لانتزاع خزعة، وبعد ذلك خضعت لجلسات كيماوي وأشعة لمدة سنة، فتحسنت لفترة سنتين، ولكن بعد الصور الجديدة اتضح أن هناك كثافة وسماكة في مكان الورم، فتم أخذ خزعة وأكد الأطباء أني بحاجة لجلسات كيماوي وأشعة مرة ثانية".
تعيش "راما" خريجة الاقتصاد من جامعة حلب ظروفاً مادية صعبة تمنعها من إكمال علاجها وبالذات بعد أن اضطرت لبيع مصاغها ومصاغ والدتها، تقول: "أكد الأطباء أن جرعات الكيماوي سيتم جلبها من لبنان، وستجرى الأشعة في دمشق، أما العلاج، ففي مشافي حماة، وتضيف أنها بحاجة لست جرعات وكل جرعة تحتاج لإقامة 4 أيام في المشفى حتى تسري الجرعات في الدم وكل هذا ليس بمقدورها تغطيته مادياً، إذ تبلغ تكلفة العلاج –كما تؤكد- حوالي 5000 دولار تم تأمين أكثر من نصفها، ولكنها لا زالت بحاجة لمبلغ 1200 دولار لإتمام علاجها.
وتشير الشابة المصابة إلى أن "مرضى السرطان في سوريا وبخاصة في ظروف الحرب الآن لا يتلقون أي مساعدة أو اهتمام لأن العلاج مكلف –كما تقول- مضيفة أن "أجهزة الرنين المغناطيسي والطبق المحوري في مشافي حماة ليست ذات جودة، وهي دائمة التوقف عن العمل بسبب ظروف الحرب.

وتؤكد الشابة المصابة أن "أدوية مرضى السرطان في بداية الثورة كانت أفضل" مبررة ذلك بأن "معامل الأدوية كانت قيد العمل، ولكن الأدوية اليوم يتم استيرادها من قبل تجار الأدوية والكثير منها للأسف مغشوشة أو منتهية الصلاحية، ما ينعكس سلباً على من يتناولونها.
وتفتقر حماة إلى وجود أي مشفى متخصص بالعلاج من السرطان، ما زاد من معاناة المصابين بهذا المرض.
وتناشد "راما" المنظمات الإنسانية والإغاثية للاهتمام بمثل حالتها من المصابين بأمراض خطيرة ومزمنة والتكفل بعلاجهم وتأمين الجرعات الكيميائية المكلفة لهم.
ويعاني حوالي 18000 شخص سنوياً من مرض السرطان في سوريا وفق إحصائيات شبه رسمية وهي نسبة مرتفعة جداً بالنسبة للدول العربية الأخرى.
وتعزو منظمة الصحة العالمية هذا الارتفاع في نسبة المصابين بالسرطان إلى تدهور الوضع الصحي في البلاد بسبب تدمير نصف المستشفيات في معظم أنحاء البلاد نتيجة الصراع، وخروج أكثر من 700 مركز صحي من العمل.
وذكرت مفوضية شؤون المساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات في الاتحاد الأوروبي في تقرير لها صدر في أيار/مايو الماضي أن "عدد المصابين بالأمراض المزمنة الذين توفوا جرّاء نقص العلاج بلغ نحو 200 ألف شخص"، مشيرة إلى أن "أكثر من نصف الأطباء السوريين غادروا البلاد".
فارس الرفاعي-زمان الوصل
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية