انتهت المهلة التي منحها نظام الأسد لأهالي بلدة "حفير الفوقا" في القلمون الغربي والتي تقضي بتسليم الثوار والمطلوبين أنفسهم إلى النظام، بغية إجراء "تسوية وضع" ليتم ضمهم فيما بعد إلى صفوف قوات النظام.
وأفاد مراسل "زمان الوصل" أن المئات من أبناء البلدة سلموا أنفسهم إلى النظام خلال هذا الشهر وما قبله، حيث خرجت أمس الإثنين آخر دفعة من الثوار (13 عنصرا) باتجاه فرع الأمن السياسي لهذا الغرض، وهكذا تكون البلدة قد أخليت تماما من الثوار والمطلوبين بعد انضمامهم إلى صفوف النظام.
وكان النظام قد فرض منذ شهر حصارا خانقا على البلدة المهادنة أصلا، حيث اشترط تسليم جميع المطلوبين بداخلها والتحاقهم بجيشه كشرط لفك الحصار وإدخال المواد الغذائية، وإلا سيتم قصف البلدة واجتياحها عسكريا، ما دفع أبنائها إلى الانصياع إلى طلبات النظام وذلك بعد ممارسة الأهالي ولجنة المصالحة ضغطا كبيرا على الثوار بهدف خروجهم من البلدة خوفا من تهديد النظام.
وفي السياق قال الناشط الإعلامي "حازم القلموني" إن 1200 من أبناء "حفير الفوقا" تمت تسوية أوضاعهم حتى الآن –بينهم 200 من الجيش الحر- ليتم بعدها فرز المنشقين والمتخلفين إلى قواته في اللواء 165 والفرقة الثالثة ومطاري السين والضمير العسكريين، فيما سينتسب البقية إلى صفوف ميليشيا "الدفاع الوطني".
ونوه محدثنا بأن نحو 35 من ثوار البلدة رفضوا الانضمام إلى ميليشيات النظام حيث تمكن 30 مقاتلا منهم من الفرار إلى جرود القلمون، فيما علق 5 عناصر داخل البلدة لم يتمكنوا من الفرار ولا يعرف مصيرهم حتى الآن.
وكشف "القلموني" أن النظام قام بجمع الملتحقين الجدد ضمن معسكرات تابعة له في بلدة "معضمية القلمون" وذلك لإجراء التدريبات اللازمة لهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لفرزهم إلى جيشه وميليشياته.
ولعبت "لجنة المصالحة" في البلدة وعلى رأسها "فراس حمزة" و"أبو صدام" وأيضا رئيس بلدية القرية "وليد الجبة" دورا بارزا في إفراغ البلدة من ثوارها وإقناع الشبان بالانتساب إلى ميليشيا النظام ومرافقتهم إلى فرع الأمن السياسي للقيام بتسوية وضعهم، كما عمدوا إلى تحريض الناس على الثوار على أنهم سبب الحصار وذلك بهدف دفعهم إلى الاستسلام للنظام.
كما قامت "لجنة المصالحة" وبتمويل من ميليشيا "الدفاع الوطني" بشراء كل السلاح الذي كان بحوزة الثوار وتسليمه إلى الميليشيا.
ويتخوف مراقبون من تكرار سيناريو "حفير الفوقا" في بلدات أخرى في منطقة القلمون خاصة التي وقعت اتفاقيات مصالحة مع النظام وهي الآن تحت حصار جديد بشكل متزامن منذ قرابة شهر وهي (التل، قدسيا، الهامة، مضايا- معضمية الشام)، حيث يسعى النظام إلى فرض أمر واقع عبر الحصار والقصف والتهديد بالاجتياح العسكري، إضافة إلى محاولة تأليب الشارع ضد الثوار وتقديمهم على أنهم سبب استمرار معاناة المدنيين.
وحذر "حازم القلموني" من أن نجاح النظام في هذا الميدان سيرفده بآلاف المقاتلين الجدد أعداء الأمس.
وأضاف: "التل وحدها تحتوي على أكثر من 10 آلاف مطلوب للنظام.. تخيل لو تحولوا إلى صف النظام!، وبالتالي إنهاء الثورة في القلمون الغربي، خاصة أن أكثر مناطقها تعيش في ظل اتفاقيات مصالحة باستثناء بعض الجيوب الجبلية في الجرود ومدينة الزبداني التي تخوض حربا طاحنة ضد قوات النظام منذ 40 يوما".
سفيان جباوي -دمشق -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية