"زمان الوصل" و"جريمة العصر" و"المرصد".. رئيس التحرير

لاحقنا كل الخيوط المؤدية إلى كاشف جريمة العصر "قيصر".. لتحصل "زمان الوصل" على صور حصرية لأحد أكبر مجازر القتل تحت التعذيب والتجويع في العالم.. مقتلة مشفى "601" في حي المزة الدمشقي.

يتذكر السوريون جيدا هذا الملف الذي يتجدد يوميا، لكن ما لا يعرفه الكثيرون، بعض التفاصيل التي -ربما- تكون مؤشرا لفهم بعض الشخصيات، أو ترجمة تصرفاتها.

مع كل الاحترام والحيادية والموضوعية، أود أن أدلي بهذه الشهادة القصيرة، حول أمر تابعته بنفسي.. مع اكتمال تقرير "جريمة العصر" وحصول "زمان الوصل" على مئات الصور للقتلى المدنيين، وأترك الحكم للقارئ والمتابع.

تواصلت شخصيا مع رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، كان التواصل من باب درء الشبهات والاتهامات التي يرميها عليه البعض، وأيضا لدعم نشر الملف، طلبت منه التشارك في نشر صور السوريين المقتولين تعذيبا وتجويعا، رحب بذلك أيما ترحيب.. أرسلت له عددا من الصور الصادمة، التي تصرخ فيها أجساد المقتولين وتوحي بتشوهات عز نظيرها لدى المجرمين القتلة ..بدا أنه اهتم بالأمر، وقال نتواصل غدا.. وهذا "وجه الضيف"، كما يُقال في مأثوراتنا الشعبية!

حاولت التواصل معه غير مرة، فلم يجب، أرسلت له بكل ما أوتينا من تقنيات الاتصال الحديثة، من خلال رسائل البريد الإلكتروني و"واتس أب" وغيرهما، لكنه صمت تماما عن تلك الجريمة المدوية.. انتظرت أشهرا حتى يوضح موقفه، أو يحاول تقصي حقيقة "جريمة العصر"، لكنه لم يفعل.. وها أنا أسجل شهادة قد تكون وثيقة للتاريخ، إذ لم يعد محتملا التعامي من قبل الأشخاص العاديين عن قتل النظام للسوريين، حرقا وسحلا وقصفا، وجوعا، وقهرا على مدى أربع سنوات، فما بالكم بمرصد صار مصدرا مهما للكثير من أخبار سوريا الداخلية؟!