"شقيعة..حويصة..دلالة"؛ كلها مصطلحات تطلق على مهنة واحدة ولدت في أسواق الشام وحلب الشعبية والمركزية، وحملها السوريون معهم إلى أسواق اسطنبول، فمن تقاليد شارع الاستقلال الجديدة أن تصادفك كلمات باللهجة السورية من قبيل: "تفضل لعنا..عنا تنزيلات..شرفنا على الصالة ومنعملك عرض، عنا بضاعة جديدة".
ومن المعروف أن العاملين في اصطياد الزبائن من الشارع أو مهنة "الحويصة" اختصاص الشباب السوريين الذين يتأنقون في صباح كل يوم وينزلون إلى أماكن التجمع لانتقاء الزبائن الدسمين.
يقول نور18 عاما، إنه يعمل في هذه المهنة، منذ وصوله إلى اسطنبول، أي منذ عامين تقريبا، وهو يروج لصالة دمشقية تبيع العباءات الشرقية، ويوضح نور أنه يتقاضى عمولة على كل زبون يقنعه في زيارة الصالة.
ويحكي أحمد زميل نور، عن أن أهم صعوبات مهنة "الدلالة" هي تجاهل الزبائن للدلالة، واستعلاؤهم على الموظف الذي يضطر أحيانا إلى ملاحقة زبائنه واستمالته بكافة الطرق والوسائل.
ويضيف أحمد: نقف طوال النهار، ونلاحق الزبائن وبالكاد يصل راتبنا الشهري إلى 1000 ليرة تركي.
ويعلق جلال (خريج تجارة واقتصاد)، بحثت بعد وصولي إلى اسطنبول عن عمل أكسب منه رزقي، ولما فقدت الأمل نزلت مع صديقي إلى محل العطورات الذي يعمل به، وتوظفت في "الدلالة" في شارع الاستقلال.
وبحسب جلال، فإن هذه المهنة يقصدها الشباب السوريون بعدما تغلق بوجههم أبواب الرزق الأخرى، ولذلك يبرر جلال كثرة السوريين العاملين في "الدلالة"، ويتابع: الأناقة واللباقة من المواصفات الأساسية المطلوبة في مهنة "الدلالة" بالإضافة إلى إجادة اللغتين؛ العربية والإنكليزية.
ويوضح أن اللغة التركية غير مهمة في العمل في "الدلالة" لأن الزبائن المستهدفين ليسوا من الأتراك، بل أغلبهم من العرب بالدرجة الأولى والغربيين بالدرجة الثانية.
ولما سألنا جلال ونور وأحمد، إن كانوا يطمحون إلى إيجاد فرصة عمل أخرى تكون أسهل وذات مرتب أعلى، اتفقوا على ذات الإجابة، بأنه لا وقت لديهم لتطوير مهاراتهم وخبراتهم، وأن فرصتهم الوحيدة لإيجاد فرصة عمل هي من خلال بناء علاقات مع الزبائن والحصول على عمولات خاصة منهم.
لمى شماس -اسطنبول -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية